شهدت ''الفجر'' عملية تنفيذ قرار الطرد في حق مالحة آيت حمو علي، الذي قام به المحضر القضائي رفقة اثنين من رجال الشرطة• خرجت عمتي مليكة من بيتها ولم تحمل معها شيء سوى بطاقة التعريف الوطنية، ونسيت حتى أن تأخذ الدواء كونها تعاني من داء السكري والقلب بالإضافة إلى ضغط الدم من شدة وقع الصدمة عليها• مالحة آيت حمو علي، المدعوة عمتي مليكة، التي تبلغ 65 سنة من العمر، أم لستة أولاد ثلاث بنات وثلاثة ذكور أصغرهم 32 سنة، كلهم متزوجون ما عدا منيرة البالغة 44 سنة التي فضلت أن تبقى لرعاية إخوتها والتكفل بهم• وروت عمتي مليكة ل''الفجر'' كيف كانت تفتل الكسكس وتصنع المحاجب وتعمل طباخة في الأعراس، بالإضافة إلى تربية الماشية والدجاج•• كل هذا لتجمع المال من أجل بناء بيت من طابقين وكل الجيران يشهدون لها بممارسة هذه الأنشطة في تصريح شرفي، لدى ''الفجر'' نسخة منه• وروت لنا كيف أنها تسامحت مع زوجها الذي هجر بيت الزوجية منذ خمس سنوات وصبرت عليه، وطلقها منذ عامين وأعاد الزواج بأرملة تصغره ب37 سنة، وفضل أن يتكفل بها وبابنتها في حين طالبها هي وابنته منيرة بإخلائه• وفي السياق ذاته قالت البنت الكبرى منيرة إنها ضحت بشبابها ولم تتزوج وفضلت البقاء بجانب أمها لتعينها على مصروف البيت، وكيف أن راتبها الشهري كان تحت تصرف والدها منذ 1987 إلى يومنا وأن أمها ساهمت في بناء الفيلا ببيع كل ما تملك من صياغة ومجوهرات وجمع ما كانت تجنيه بعرق جبينها• وأكدت لنا إحدى الجارات ذلك بقولها ''إن عمتي مليكة شقت من أجل بناء البيت فكانت تسهر حتى ساعات متأخرة من الليل تفور الكسكسي، وكانت تخلط الاسمنت بيديها مع البنائين، وهي التي كانت تدفع أجرتهم، في حين أن زوجها لم يدفع شيئا خاصة وأنه كان موظف بسيط لا تكفي أجرته حتى لإطعام أولاده الستة• تركنا عمتي مليكة في الشارع واقفة راضية بالهدية التي قدمها لها زوجها وأولادها الثلاث قبيل أيام من عيد الأم، الأولاد الذين تواطؤوا مع أبيهم من أجل طرد أمهم المسنة مقابل منازل وعدهم الأب بشرائها بعد أن يبيع الفيلا•