تنازلت أمس هيئة دفاع المتهم ''ع.حميدة'' المكنى أبو خالد عن طلبها الرئيسي المتمثل في إستدعاء أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال السابق حسان حطاب، وهو الطلب الذي أدى إلى تأجيل القضية للمرة الرابعة على التوالي منذ إحالة المتهمين على محكمة الجنايات شهر ديسمبر 2004 يعتبر أن أبو خالد الذراع الأيمن لحسان خطاب والمكلف بالإتصال على مستوى الجماعة، ماجعل المتهم يتمسك بحضور حسان حطاب، والإدلاء بشهادته إزاء وضعية هذا الأخير، خاصة وأنه إستفاد من المصالحة الوطنية في أربع قضايا متعلقة بالإرهاب، سوى قضية الحال التي تعترف بها ''ع.حميدة'' أحد العناصر الإرهابية التي نفذت جرائم التقتيل والتخريب ضد مصالح الدولة والمواطنين، وقرر الدفاع عدم المطالبة هذه المرة بحضور حسان حطاب، والتمسك به لعدم إعتراف النيابة العامة بمصداقية التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية، بشأن إحتجاز هذه الأخيرة لأمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال السابق مفضلة الخوض في القضية التي إستهلت بسؤال الجلسة عن الوضعية التي التحق بها المتهم ''ع.حميدة'' بالجماعات لإرهابية المسلحة. ''ع.حميدة'': التحقت بالجماعات الإرهابية سنة ،1997 بعدما أصبحت من المبحوث عنهم من طرف مصالح الأمن، حيث كانت العناصر الإرهابية تفرض علينا دفع مبلغ 05 ملايين سنتيم في كل سنة، وبما أني كنت صاحب محل بمنطقة دلس، فقد كان عليا التسديد أو السرقة وربما القتل، وهو الأمر الذي جعلني مهددا من الطرفين وبذلك قررت الفرار إلى الجبل، بعدما مهد لي أحد أقاربي الطريق للإلتحاق بسرية دلس (مزرانة)، فكلفت بالمؤونة حينها. القاضي: وماذا عن العمليات الإرهابية التي نفذها ضد أعوان الدرك والحرس البلدي والقنابل التي كنت تزرعها على حافة الطرقات العمومية وكذا الهجومات التي قمتهم بها ضد قوات الجيش؟ المتهم: أنالم أنفذ أي عملية إرهابية منذ إلتحاقي بالجماعات الإرهابية المسلحة لأني كنت مكلفا وهناك كل فرع تختص بالمهمة الموكلة إليه بحيث أني لم أشارك سوى في عملية إلا جانب حسان حطاب حين كن نحاول تفجير مقر إحدى ثكنات الجيش الوطني الشعبي بواسطة شاحنة معبأة بمادة الدينا ميت وكذا حينها قوام 80 إرهابيا، غير أن عناصر الجيش إستطاعت إبطال مفعول الديناميت ولم تنفجر الشاحنة وكان ذلك إختبار لي حتى قبلت بعدما ضمن خلية الإتصال التابعة لإمارة حسان حطاب حيث أصبحت بعدها أتلقى الأوامر منه مباشرة دون أي وسيط. وماهي المهام التي كلفت بها وماهي الأوامر التي كنت تتلقاها من طرف حسان حطاب؟ كنت مكلفا بالتنسيق بين الجماعات الإرهابية وبين فلولها، وكذا تأمين المؤونة، إلى جانب جلب الأموال من كتائب أخرىِ، على مستوى مناطق أخرى على غرار العملية التي تم حينها إلقاء القبض عليا، فقد كنت مكلفا بجلب الأموال من طرف المدعو حسان من قسنطينة، هذا الأخير الذي كان مقررا أن ألتقيه بجيجل غير أنه ألقي عليا القبض بتيزي وزو قبل الوصول إليه. وهل كنت مكلفا أيضا بتأمين الأسلحة، ومن أين كنتم تحضرونها، وماهي الجهة الممولة؟ لم أكن مكلفا بتأمين الأسلحة فهناك عناصر أخرى، كما أن الجهة المكلفة بذلك، هي جماعة منطقة باتنة التي كانت تقتني السلاح من الدول التي لها حدود مع الجزائر، خاصة منها الجنوبية كمالي، النيجر والتشاد، وأنا لم أكن مكلفا بذلك لأني تابع لحاشية حسان حطاب دون أي كتيبة أو سرية. ماهي العمليات التي نفذتها لصالح حسان حطاب، بناء على منصبك كمكلف بالإتصال؟ كنت آخذ التسجيلات التي يعدها حسان حطاب في أقراص مضغوطة وإنزالها على جهاز الكومبيوتر، بغرض إرسالها عبر البريد الإلكتروني إلى ألمانيا حليفهم المدعو آيت الهادي مصطفى الذي يستقبلها ويقوم بنشرها على موقع شبكة الأنترنت، بهدف الدعاية للجماعة الإرهابية، وكسب أنصار ومتعاطفين للقضية، في حين يرسل لنا هو تقارير عن القضية ونجاحاتها في أوساط الجالية هناك. لنفرض أنك مكلف بالإتصال لايمكن أن يقتصر عملك على هذا فقط فماذا كنت تعمل في أوقات الفراغ أو الأيام التي لا يكون لك أوامر تنفذها؟ لقد اقتصر عملي على ذلك، وأما أوقات الفراغ فكنت أقضيها في قراءة وحفظ القرآن وكذا الصلاةو فكل من كان في الجبل تلك الفترةو يحفظ القرآن أو يتدارسهو كما أنهم يصلون كلهم. ألم تكن المكلف بنقل أوامر حسان حطاب، بشأن الخطط المتبعة في تنفيذ العمليات أو الخطط الأمنية لإبعاد الخطر عن المنطقة التي تقيم بها وماهي ظروف معيشتكم بما أنك من المقربين؟ لقد كان حطاب يسير وفق خطة سرية جدا، لا يعملها أمراء السرايا ولا الكتائب وربما حتى أمراء المناطق، وبشأن الخطط الأمنية والمناطق المستهدفة، فقد كان يصل شخصيا عبر الهاتف بأمرائه لتنفيذ مخططاته الإرهابية أما بخصوص قضية الحوامات التي أمر حسان حطاب أو أتباعه بتأمين كل المعلومات بشأنها فقال بأن الموضوع كان متداولا فعلا، كما أشار إلى أن إقامة حطاب بالجبل لم تكن أفضل من إقامات العناصر الأخرى، حتى من حيث عوامل الرفاهية، فقد كان بسيطا. وقال من جهة أخرى المتهم ع.حميدة بأنه لم يكن يسمح له بقراءة الصحف ليتمكن من الإطلاع على أمر الوئام المدني ما حفزه على تسليم نفسه، في الوقت الذي كان يسمع داخل الجبل بأن كل الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم أدخلوا السجن، الأمر الذي حال دون ذلك، كما أضاف أبو خالد بأنه أدرك ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لسلم نفسه، لأنه أكثر تحفيزا من سابقه، وعبر عن أسفه في إختياره لدرب الإلتحاق بالجماعة الإرهابية بدل تسليم نفسه، وتسوية الأمر مع مصالح الأمن، في حين رفض المتهم''ب.محمد'' الإدلاء بأي تصريح أمام هيئة المحكمة مكتفيا بالتصريحات التي أدلى بها أمام قاضي التحقيق في الحضور الأول، حيث أنكر كل الأفعال المنسوبة إليه بشأن التقتيل والتخريب، مشيرا إلى أنه كان هو الآخر ضمن الخلية المكلفة بالإتصال في كتيبة النور. وأصر النائب العام من جهته، على أن المتهمين إرتكبا أفعالا إجرامية ضد المجتمع الجزائري ومصالح الوطن ملتمسا بذلك عقوبة السجن المؤبد في حقهما، الشأن الذي إستنكرته هيئة الدفاع معتبرة الأمر فيه إجحافا في حقهما بإعتبارهما تابعين هذا من جهة، ومن جهة أخرى أشار إلى انعدام الأدلة التي تثبت أنه هناك ضحايا للمتهمين المتابعين بالقتل التخريب والسرقة، حبث أنه لاوجود لشهادات وفاة ولا تقارير بالسرقة، ولا حتى أطرافا مدنية مسموعة في محاضر التحقيق، مطالبين بذلك بإفادة المتهم بأقصى ظروف التخفيف، خاصة وأن المتهم كان ينفذ أوامر حسان حطاب الذي إستفاد من تدابير السلم والمصالحة الوطنية، كما جاء على لسان وزير الداخلية بتصفية ملفات حسان حطاب. ليتم إدانة المتهمين في الأخير بجناية الإنتماء إلى جماعة إرهابية وحيازة أسلحة وذخيرة وعقابهما بست سنوات سجنا نافذا، العقوبة التي تمكنهما الخروج من السجن نظرا لإنقضائها بالحبس الإحتياطي، فقد ألقي القبض على المتهمين سنة 2003