كشف، أول أمس، المشاركون في الملتقى الثاني حول الأطفال المتمدرسين ضحايا المأساة الوطنية المصدومين بتيبازة، عن غياب التكفل الفعلي بهذه الشريحة التي لاتزال ضحية قلة الأخصائيين النفسانيين والمرشدين الاجتماعيين ونقص الكفاءة بالنسبة للكثيرين منهم في حل معضلات بعض الأطفال المهددين بالتسرب المدرسي والانحراف. وناقش الأخصائيون في علم النفس المدرسي بمعية ناشطين من فدرالية جمعية أولياء التلاميذ وأطباء شرعيين خلال الملتقى قضية التكفل النفسي بالأطفال المتمدرسين ضحايا المأساة الوطنية التي لاتزال محدودة مقارنة بفظاعة الأحداث التي عاشتها هذه الشريحة، وقد خلص المشاركون في الملتقى إلى أن الميكانيزمات المعتمدة لاتزال غير كافية بسبب العجز الحاصل في تطويق بعض الحالات التي تستدعي خبرة في مجال المعالجة النفسية مقابل محدودية الكفاءة التي يتوفر عليها الأخصائيون النفسانيون. ومن جهة أخرى، أشار المشاركون النفسانيون إلى أهمية التعامل المستمر والمستعجل مع العقد النفسية المكبوتة لدى الأطفال المتضررين من أحداث المأساة، المعبر عنها عن طريق مظاهر وأشكال يتم تجسيدها في رسومات على طاولات المدارس التي مثلت فضاء للتعبير عن وقع الصدمة كرسم الخناجر والأسلحة والعزوف عن اللون الأحمر وباقي الألوان، بالرغم من أن البعض منها يعبر عن الحب والحياة والميول إلى استعمال الألوان الداكنة في التعبير عن المكنونات. وفي حديثه ل "الفجر" قال سالمي محمد، رئيس فدرالية أولياء التلاميذ لولاية تيبازة، إن الأولياء مقصرين في حق أبنائهم في حالات الفشل والرسوب الدراسي ويتأزم الوضع عند اكتشاف اضطرابات السمع والنطق أو الاضطرابات النفسية لدى هذه الشريحة من الأطفال نتيجة المأساة الوطنية. وعليه، يضيف ذات المتحدث، فإنه "من الضروري تحريك المجتمع لتفادي الوقوع في مأساة أخرى نتيجة العنف الذي بدا ظاهرا في المنازل والشوارع وحتى في الملاعب دون إغفال دور السلطات العمومية المطالبة بالاعتناء أكثر بهذه الشريحة" وذلك بتكوين جيل من الأطباء المختصين في تقسيم الحالات النفسية والإرشاد الاجتماعي وإحداث فضاءات للتعبير عن الذات وقتل الأفكار المتطرفة التي لا تؤمن بالرأي الآخر.