تواصل المملكة المغربية التشويش على كل مساعي الجزائر، سواء في الداخل أو الخارج، في محاولة جديدة للضغط عليها والخضوع لمطلب فتح الحدود البرية وتمرير مخططها في الصحراء الغربية، فكانت الخرجة الأخيرة انتقادا لما أنجزته الدبلوماسية الجزائرية من خلال اقتراح آلية جديدة من شأنها بعث مؤتمر نزع السلاح من جديد والمجمد منذ سنة .1996 انتقدت أمس الصحافة المغربية المساعي الدبلوماسية الجزائرية لإعطاء نفس جديد لمؤتمر نزع السلاح، حيث حظي اقتراح الجزائر لدى منظمة الأممالمتحدة باهتمام الأمين العام، بان كي مون، الذي أشاد بالدور الإيجابي الذي لعبته الرئاسة الجزائرية للمؤتمر في هذه القضية، وأتاح للسفير الجزائري تقديم وثيقته للمصادقة، التي تمت بالتصفيق، وذات المواقف المعترفة بأداء الدبلوماسية الجزائرية عبرت عنها واشنطن والعواصم الأوروبية خاصة• لكن هذا النجاح الدبلوماسي الجديد أزعج حتما ''الأشقاء'' في المغرب، حيث وصف مصدر دبلوماسي مغربي هذه المساعي ''بالمناورة التي قام بها رئيس مؤتمر نزع السلاح سفير الجزائر ادريس الجزائري من أجل المصادقة يوم الجمعة بجنيف على برنامج عمل مؤتمر نزع السلاح''• ولم تتوقف انتقادات الدبلوماسية المغربية عن طريق وسائل إعلامها عند هذا الحد، بل أشارت إلى أن''الجزائر عن طريق سفيرها في الأممالمتحدة حاولت تجاهل المغرب وتهميشه داخل مؤتمر نزع السلاح من خلال إقصائه من المشاورات على غرار باقي أعضاء المؤتمر، ''والتي حسبها ''تسببت في حدوث وضعية جمود دامت عدة أسابيع''• وقوبل نجاح إدريس الجزائري ومن ورائه الخارجية الجزائرية، من خلال الوثيقة التي أعدها والمتعلقة ببرنامج العمل بانتقادات الدبلوماسية المغربية، وذهبت إلى حد ''اتهامه بالاستحواذ على الوثيقة المتعلقة ببرنامج العمل الذي أعده الرؤساء الستة لمؤتمر,2009 ليجعل منها نجاحا شخصيا له ولدبلوماسية بلاده''، مشيرا إلى أن ''السفير الجزائري سعى إلى أن تتم المصادقة عليها في تجاهل المغرب'' الذي حسب نفس المصدر الدبلوماسي لم يكشف عن هويته، ''كانت لديه تحفظات حول آليات المناقشات المقترحة''• وبالنسبة للمغرب فإن ''الهدف غير المعلن من قبل السفير الجزائري الذي يرأس المؤتمر، هو تجاهل مساهمة ودور المغرب داخل مؤتمر نزع السلاح''، كما يخشى هؤلاء أن تنقل الجزائر مشاكلها الثنائية مع المغرب إلى باقي الهيئات الأخرى متعددة الأطراف، وهي المشاكل التي تفتعلها المغرب التي تواصل مسلسل الضغط على الجزائر من أجل إقناعها بفتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ سنة ,1994 فضلا عن مساعيه المشبوهة لتمرير مخطط التفافه على حق الشعب الصحراوي في تقر ير مصيره عبر استفتاء• وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أعلن السفير المغربي خلال الجلسة الختامية للرئاسة الجزائرية أنه تمت استشارة الوفد المغربي، كما كان ينتظر منذ ثلاثة أشهر، معربا عن رضاه للانضمام إلى التوافق الحاصل وكذا تمكين المغرب من الانضمام إلى هذا التوافق من تحقيق انفراج في الوضع''، مضيفا أن السفير الجزائري التقى بنظيره المغربي صباح الجمعة لحوالي ثلاثين دقيقة، مما تسبب في تأخر افتتاح مؤتمر نزع السلاح•