أجمع كل الخبراء الذين تدخلوا خلال الندوة الفكرية المنظمة، بمركز جريدة ''الشعب'' للدراسات الإستراتجية أمس بعنوان ''السياسة الخارجية الفرنسية لساركوزي'' على أن الجزائر يجب أن تعيد النظر في سياستها وإستراتجيتها بشكل واضح، ويرى الدكتور صالح سعود، أستاذ بجامعة الجزائر، أن افتقاد الجزائر إلى سياسة داخلية واضحة، وانتهاجها ما اسماه ''بإستراتجية الغموض منذ الاستقلال''، أدى بها إلى ''التراجع والتخلف'' الذين نتج عنهما الإرهاب• وجاء كلام المتدخلين في سياق الحديث عن ''سياسة فرنسا الخارجية في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا''، حيث اتفقوا على أن الجزائر تمثل جزءا من المناطق التي تريد فرنسا التعامل معها بما يخدم مصالحها، كما عبر عنه الأستاذ صالح سعود ''الجزائر تعتبر ضمن السرب، وفرنسا ترى في الجزائر منطقة نفوذ مفتوح على دول الساحل''• وأضاف أن ''ساركوزي بدأ يتخلى عن مشروع ''الاتحاد من أجل المتوسط'' والتكتل مع أمريكا في ''مشروع اتحاد الشرق الأوسط، ففرنسا التي اقتنعت بسياسة التغيير في الحوار، وانتهجتها من خلال ساركوزي، تأكدت من أن تحقيق أهدافها يتحقق بالتحالف مع أمريكا، ومثلها أمريكا ترى في فرنسا مرافقا جيدا لتحقيق ما عجزت عنه في بعض المناطق، فكلاهما تكمل الأخرى، حيث أن ''فرنسا ترى أنه يجب تفكيك سياسة الخلاف مع أمريكا، وتوحيد المصالح من خلال إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بحيث تكون لفرنسا مصالح بالمنطقة''• واختلف المحاضرون حول فكرة هيمنة فرنسا على المنطقة، بين مؤيد لفكرة تحقيق مصالحها بدون تهديد للأمن القومي والهوية، وهناك من اعتبرها نوعا من الاستعمار المقنن•