إلا أنه تفاجأ للمستوى الذي ظهر به هذا الأخير طيلة أطوار اللقاء: ''لاعبونا في الشوط الأول كانوا متخوفين قليلا وحذرين من أي هجوم مباغت للفراعنة، ويبدو أن الخضر عرفوا كيف يدخلون في المباراة لأن الشوط الأول للاعبين والثاني للمدرب كما يقال، وفي المرحلة الأولى بقي منتخبنا يلاحظ ويحاول فك شفرة دفاع المنتخب المصري من أجل الوصول إلى مرمى الحارس الحضري بأي وسيلة، أنا شخصيا ارتبكت قليلا لعدم مبادرة فريقنا في الهجوم وتفضيله العودة إلى الوراء وسد المنافذ على الفراعنة الذين حاولوا من خلال تسديداتهم البعيدة إخافة الحارس فاواوي، والذي كان في المستوى، غير أن جميع المعطيات تغيرت في الشوط الثاني تماما حيث دخلها الخضر بوجه مغاير وأداء مختلف تماما عن سابقه ولم أتوقع أن يتألق منتخبنا بمثل هذه الكيفية''• ''سعدان عرف نقطة ضعف المصريين وسير اللقاء كما يجب'' وأضاف المدرب جمال مناد بأن الرجل الأول في العارضة الفنية للمنتخب الوطني سعدان رابح وبخبرته وحنكته تمكن من إيجاد الحلول الناجعة للوصول الى شباك المنتخب المصري في بداية المرحلة الثانية من المواجهة: ''ليس لدي ما أقوله عن المدرب رابح سعدان، فهو مدرب كبير ويؤدي دوره مع المنتخب الوطني على أكمل وجه، في الشوط الأول لم يحرك ساكنا كونه ركز جيدا لأخذ أهم الملاحظات وعرف نقاط ضعف المصريين، الأمر الذي مكنه من وضع التكتيك اللازم لهز شباكهم، وكان له ذلك مع بداية المرحلة الثانية• ''هدف مطمور ماركة مسجلة وزياني لعب وكأنه غير مصاب'' وعن مردود المنتخب طيلة التسعين دقيقة قال مناد بأنه لم يشاهد هذا المستوى للاعبي الفريق الوطني منذ سنوات عديدة، كما أشاد كثيرا بهدف اللاعب مطمور الذي اعتبره من أجمل الأهداف في اللقاء: ''مستوى المنتخب في المرحلة الثانية من المواجهة أدهشني كثيرا، فلم أكن أتوقع من لاعبينا أن يكونوا بهذه الثقة العالية وهذا التركيز والأداء الجميل خاصة أمام المرمى، لقد عاودتني الذكريات الجميلة التي عشناها في سنة 1990 عندما فزنا بكأس أمم إفريقيا هنا بالجزائر عن جدارة واستحقاق، كما أن هدف مطمور جميل للغاية وعلى طريقة الكبار أيضا، ذكرني كثيرا بالأهداف التي سجلتها كلاعب في المنتخب الوطني سابقا، كما أن اللاعب زياني لم تغب لمساته السحرية وتمريراته الدقيقة والتي منحت لنا هدفا ثالثا من إمضاء جبور• لم أنتظر منه هذا التألق بسبب الإصابة التي قيل إنه يعاني منها، ويبدو أن الألوان الوطنية والجمهور الغفير وأهمية الفوز أنسوه إصابته''• ''بوفرة ذكرني بمغارية وتمنيت لو كان معنا في التسعينات'' أبرز لاعب لفت انتباه المدرب مناد جمال كان المدافع بوفرة الذي استحق أن يكون أفضل لاعب في الميدان، بالنظر إلى الأداء العالي والمستوى الكبير الذي ظهر به في الدفاع، حيث سد كامل المنافذ على مهاجمي المنتخب المصري ومن بينهم البلدوزر عمرو زكي، والذي وقف عاجزا عن المرور من بوابة بوقرة الحديدي: ''بوفرة مدافع قوي ولاعب متميز، لم يترك أي فرصة للهجوم المصري طيلة أطوار المواجهة، وكان الجدار الأمين مع زميليه حليش وعنتر يحيى، تدخلاته وطريقة دفاعه ذكرتني باللاعب مغارية المعروف، ولكم تمنيت لو كان بوفرة معنا في فترة التسعينات''• وختم هداف المنتخب الوطني السابق كلامه هذا بتمنياته الكبيرة في أن تتمكن الجزائر من التأهل إلى كأس أمم إفريقيا وكأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 القادمة، مشيرا إلى أن فرصة تحقيق ذلك كبيرة الآن وما على المنتخب سوى مواصلة تألقه•