ذكر كل من وزير الزراعة الأمريكي السابق، ستيوارت إيزنستات، ورئيس المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية، وليام زارتمان، وقائد قوات الأطلسي سابقا، الجنرال ويسلي كلارك، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لها مصالح معتبرة في المنطقة المغاربية تستوجب التركيز على تأمين استقرارها وضمان الأمن لكل دولة من المغرب العربي، من أجل تمكينها من التقدم بشكل تكاملي اقتصاديا وسياسيا، يجعلها تلعب دورا إقليميا أكبر وانتهاج سياسة أمريكية جديدة مع كل من الجزائر والمغرب وليبيا وتونس وموريتانيا تهدف إلى توسيع التعاون مع واشنطن، بعد أن تم عزل المنطقة في وقت سابق، من خلال إهمال التعاون والاتصال الرفيع معها وتهميشها في السياسة الخارجية الأمريكية• وأكد الخبراء الأمريكيون السابقون أن الوقت حان لاستغلال الطاقات التي تتوفر عليها المنطقة في تكامل اقتصاد الولاياتالمتحدة، حيث لا يخدم مصالحها أي تأخر في الاهتمام الكامل بالمنطقة أمام تحديات الاتحاد الأوروبي والصين• وأضافوا في تقرير حديث طلب إنجازه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وشاركت في إعداده 13 شخصية سياسية وعسكرية معروفة حول منطقة المغرب العربي، أن شمال إفريقيا ينظر إليه في الولاياتالمتحدة على أنه منطقة تخضع للاتحاد الأوروبي، مشيرين في السياق ذاته إلى عراقة العلاقات التاريخية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول المنطقة، خاصة الجزائر والمغرب، ما يدعو إدارة، أوباما إلى تغيير سياستها تجاه دول المنطقة وتجاوز الصعاب والحواجز التي أدت في السابق إلى إهمالها، للوصول إلى أخذ مشعل الزعامة من خلال بلورة سياسات أقوى في مجالات التجارة والاستثمارات وتعاون فعلي في مكافحة الإرهاب وإيجاد حلول للتقليل من الفوارق• وقال الخبراء، موجهين كلامهم إلى الرئيس أوباما ''هي أمور تفيد البلدان المغاربية وتخدم كذلك المصلحة الأمريكية''، وأنه من دون مُقاربة مفهومة ومنهجية لتعزيز التكامل المغاربي، ستتزايد تهديدات الأمن والاستقرار في المغرب العربي، واستدلت على ذلك بدراسة صدرت في عام 2008 عن معهد ''بيترسون'' للإقتصادات العالمية، يظهر حسبه الفوائد التي يُمكن أن يحقِّقها التكامل الاقتصادي للدول الخمس من خلال التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر الأطلسي، يضيف الخبراء• وخلص التقرير، المكون من 15 صفحة وحمل عنوان ''مشروع ورقة عن سياستنا في شمال إفريقيا'' وتم تقديمه في الأسابيع القليلة الماضية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى ست أفكار رئيسية في موضوع سياسة واشنطن إزاء المنطقة المغاربية في الفترة الحالية، باعتبار الجزائر والمغرب وليبيا وتونس وموريتانيا دولا مهمة لواشنطن من ناحية الأمن والجغرافيا والتاريخ والاقتصاد، يتطلب التعامل معها ككتلة واحدة، وتحديد أهداف واضحة تكرس الاستقرار والأمن لبناء علاقات وطيدة، دون إهمال التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي على مستويات اقتصادية، ما يفسح المجال للولايات المتحدة لبداية سياستها بإقامة مشاريع عملية تدخل في إطار التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب في المنطقة المغاربية، مع أخذ ملف الصحراء الغربية محمل الجد مع الشركاء، حسب ما جاء في نهاية تقرير الرئيس، باراك أوباما• ويرى المراقبون أن إدارة أوباما ستأخذ الاستخلاصات السابقة لإعطاء دفعة للعلاقات مع المغرب العربي، لكن لا يُعرف إن كانت ستقتصر على المحاور الإنسانية التي أشار إليها التقرير، أم ستشمل الجوانب السياسية والاقتصادية الحساسة، التي قد تؤدّي إلى احتكاكات مع أوروبا الحاضرة تقليديا في المنطقة، وحتى مع الصين، اللاّعب الجديد في الساحة المغاربية، ويفسر التحركات الكبيرة لمسؤولين أمريكيين في المنطقة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية•