أعرب عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين عن تأييدهم لجهود الولاياتالمتحدة لربط دول شمال افريقيا معا ككتلة تجارية واحدة.ونقل موقع يو أس انفو عن ستيوارت آيزنستات، المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد حكومة كلنتون، ودانيال سوليفان الذي يشغل اليوم نفس المنصب الذي شغله ايزنستات قولهما أن "ربط دول المغرب العربي معا ككتلة تجارية موحدة أي اندماجها الاقتصادي أمر يفيد ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، ويحول دون نمو التطرف". وقال ايزنستات إنه وفقا للبنك الدولي فإن التجارة بين دول المغرب العربي تشكل فقط 1.3 بالمئة من مجموع تجارتها، مضيفا حسب ذات المصدر "إن هذه النسبة هي من أدنى المستويات في العالم بالنسبة الى أية منطقة، فالبطالة عالية والفرص الاقتصادية للأعداد المتنامية من الشبيبة في المدن محدودة". وكان ايزنستات قد أطلق مبادرة اندماج المغرب العربي اقتصاديا عام 1998 سميت باسمه على أساس فكرة إنشاء كتلة تجارية شبيهة برابطة دول جنوب شرق آسيا أو اتفاق التجارة الحرة لدول أمريكا الوسطى وجمهورية الدومنيكان، واستمر في العمل لانجاز الفكرة منذ عودته الى القطاع الخاص عام 2001. وقال ايزنستات في منتدى عقد مؤخرا في واشطن، "إن الإرهاب والتطرف، وهما في ارتفاع في المنطقة، يمكنهما إذا لم يلجما أن يقوضا استقرار الأنظمة المعتدلة والصديقة للغرب في المنطقة ويؤذيا قدرة المنطقة على اجتذاب الاستثمار والسياحة الأجنبية المباشرين". كما أشار الى أن التنظيم الذي يسمى نفسه: "القاعدة في المغرب الإسلامي" يتبع أساليب جديدة أكثر فتكا، بما فيها التفجيرات الانتحارية، بهدف زعزعة استقرار شمال إفريقيا، وردا على ذلك، شددت حكومات شمال إفريقا قيودها على تنقل الأشخاص والسلع عبر حدودها، محققة النتيجة غير المقصودة المتمثلة في تقليص التجارة عبر الحدود أكثر فأكثر فضلا عن تقليص النشاط الاقتصادي. في هذا السياق أعرب عن اقتناعه بأن تعزيز تعاونها في لمسائل الأمنية يجب أن يسر يدا بيد مع التعاون في المسائل الاقتصادية لإيجاد مزيد من الاستقرار الطويل المدى في المنطقة". من جانبه قال شون دونالي، مساعد الممثل التجاري الأمريكي لأوروبا والشرق الأوسط سابقا والآن خبير سياسي في جمعية الصناعيين الوطنية كما نقل ذات المصدر، إن جهود ايزنستات لإبقاء الاهتمام حيا بكتلة تجارية مغربية هو جهد مشكور ولكن من المستبعد أن يحقق نتائج قريبا لأن دول شمال إفريقيا ليست ملتزمة بدمج اقتصادياتها، مضيفا أن ذلك لن يحدث لمجرد أن الولاياتالمتحدة أو أوروبا تريده أن يحدث "فيجب أن يأتي من الدول نفسها".