لم يكتسب من العلم شيئا، يشتغل إسكافيا لضمان قوته اليومي، فنان عصامي التكوين، تجربته البسيطة في الحياة خلقت منه فنانا تشكيليا لتصميم مجسمات البنايات المشهورة، منها القدس والمسرح الوطني الجزائري، في شاكلة التصميم الهندسي والفيزيائي لكبار المهندسين، رغم أنه أميّ، لكن علي بن ناري أبى إلا أن ينحت اسمه في قائمة الفنانين المبدعين بوسائل وإمكانيات تكاد تكون منعدمة لأنه يعايش الفقر يوميا• التقينا بالفنان المبدع، في مقر ''الفجر''•• زارها بحلته الفنية وشخصيته المتواضعة التي تترجمها أنامل فنان يتخذ من فن المجسمات خليلا له، كله طموح وإرادة في تجسيد مجسمات العجائب السبعة، بعد أن سخرت له الإمكانيات تفاصيل إنجاز تصميم لمجسمات القدس، وبناية المسرح الوطني محي الدين بشطارزي التي أبدع فيها بوضع تغييرات أضفت على البناية جمالا هندسيا، إن تجسدت على الواقع سيتخذ المسرح الوطني منها طابعا سياحيا يضاف إلى طابعه الثقافي• وتأسف بن ناري لغياب الإمكانيات المادية وعدم تلقيه الدعم من قبل الجهات المعنية لإنجاز تصاميم العجائب السبعة، بعد أن راوده الطموح خلال تجربته التي تعدت 34 سنة من العطاء في سكون من دون التفاتة تحفيزية، تنمي في روح الفنان قوة الإبداع التي قال عنها ''أقتطع من قوت يومي لأبدع في مجسماتي الفنية، لأنني أشتغل إسكافيا ولم أعرف نور العلم، فكل ما أقوم به من إبداع مخيلتي''• كما أنه يدقق في اختيار الألوان وكذا إدخال الإنارة وتشغيل المجسمات في حركية إبداعية توحي بمدى تعلق بن ناري بالفن وبروز ذاتيته في إحداث التغيير، لكن ''الإمكانيات تحول دون التوهج، والفقر يصنع الفارق في الفن''• ويبقى علي بن ناري شاذ الثقافة والإبداع الفني الجزائري، إذ لم نلتق قبلا بفنان تشكل أنامله بنايات صغيرة من الحطب الأحمر وعود الثقاب، وبيده مطرقة الإسكافي، يجهل حروف العلم ولم يتلق تكوينا ولا حتى تربصا، رغم أنه يحتفظ بنادرة قالها '' لجأت لمغالطة أصحاب المعرض ذات مرة، على أنني مكلف بتكوين متربصين بإحدى دور الشباب من أجل المشاركة، ولم أصحح غلطتي إلى يومنا''• ينهي محدثنا كلماته هذه، بنداء إلى أهل الفن والقائمين على ثقافة البلد لإعانته وتوفير الإمكانيات له ولفنه•