تشتهر مناطق ولاية المدية بطابعها الفلاحي وتضاريسها الوعرة، إذ تكثر فيها حقول القمح والشعير وأشجار التفاح والكروم، بالإضافة إلى تربية المواشي من أغنام وأبقار ودواجن• كما أن المدية معروفة ببرودة شتائها الذي كان له تأثير كبير على تنوع مأكولاتها الشعبية، فالعائلة اللمدانية تدخر في فصل الصيف كميات هامة من مشتقات الحبوب كالكسكسي والمحمصة والدشيشة والبركوكس لتقاوم بها برد الشتاء، إلى جانب ''الخليع'' أو اللحم المجفف الموضوع فوقه الملح• أما عن الخضروات والفواكه، فسكان المدية يعتمدون على طريقة التصبير، كتصبير الطماطم والفلفل والزيتون ويجعلون من الفواكه المتنوعة على غرار التفاح والإجاص والتين والمشمش والعنب مربى يغنيهم عن المربى المعلب الذي يباع في الأسواق• من أشهر الأطباق التي تتزين بها المائدة اللمدانية نجد طبق شطيطحة بالمخ والذي يحضر بمخ الخروف والطماطم والثوم وحبات من البيض، بالإضافة إلى طبق ''تشيشة المرمز'' المكون الأساسي للشربة في رمضان، ولا يمكن للعائلة اللمداينية الاستغناء عنها طيلة 30 يوما• كما أن ''تشيشة المرمز'' تحضر بطريقة ثانية جافة بالسكر والزبدة بعد طبخها مع قليل من الماء، هذه المادة تستخرج من حبوب الشعير• بالإضافة إلى هذه الأطباق تشتهر المائدة اللمدانية بطبق التبيخة•• وهي أكلة مفضلة لدى الكثير من العائلات تحضر بالفول والأرز على شكل حساء يكثر استهلاكها خلال فصل الربيع• وإلى جانب هذه الأطباق هناك طبق مشهور وهو ''العصبان'' الذي يستهلك في الشتاء بكثرة وبالأخص في المناسبات كحفلات الزفاف وعيد الأضحى، والعصبان عبارة عن قطع صغيرة من الكبد والرئة وقليل من التوابل والثوم والطماطم تجمع في قطع من معدة الخروف وتخاط وتطهى وتقدم ساخنة على شكل كريات تشابه حبة البرتقال• أما في بعض المناطق الأخرى على غرار مدينة تابلاط، بني سليمان، فالعصبان يحضر بطريقة مغايرة، حتى أن اسمه يتغير من العصبان إلى الدوارة أوالبكبوكة بنفس المكونات، ويعتبر طبقا رئيسيا بدون منازع• كذلك من الأطباق التي تشتهر بها المدية طبق ''البلبول'' الذي يقال إن أصوله تركية، وهو عبارة عن خبز يابس يهرس ويفتل على شاكلة الكسكسي مع الزعتر ويمزج بالسكر عند التقديم• وزيادة على ما ذكر من أطباق فهناك طبق العصيدة الذي ينصح بتقديمه للأطفال الصغار، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، فهو صحي•• وهذا الطبق عبارة عن سميد يتم طبخه في الماء وعندما يجف تضاف له الزبدة مع السكر ويقدم ساخنا، ويكثر استهلاكه في فصل الشتاء مع تساقط الثلج•