تتجه الدولة الصهيونية لنقل حربها مع إيران إلى القارة الإفريقية، خاصة منطقة شمال إفريقيا، متخذة علاقة إيران الجيدة بدول المغرب العربي حجة لنقل تخوفاتها المزعومة للرأي العام العالمي بوجود تهديد إيراني على أمنها، ومحاولة زعزعة استقرار علاقات دول المنطقة مع إيران من خلال تسريب تقارير خاطئة عن وجود تعاون سري بين إيران والتنظيمات الإرهابية لقلب نظام الحكم في الدول المغاربية•ذكرت أمس قيادة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد، في تقريرها أن ''إيران تستهدف منذ سنوات الجزائر ودول الجوار لزرع الفوضى وإشعال فتيل العنف، بعد أن أقامت مراكز في دول إفريقية خاصة بإدارة النشاطات التآمرية والإرهابية''، حسب التقرير الإسرائيلي، ''هذه النشاطات تقام في دول شمال أفريقيا وإسرائيل والدول العربية المناصرة للغرب، وتستخدم إيران سلاح التآمر بشكل واسع في المناطق حيث تنفذ نشاطاتها''• وأضاف التقرير الإسرائيلي الذي ناقش العلاقة الإيرانية الإفريقية، أن ''طهران تحاول العمل على ترسيخ علاقتها الاقتصادية مع دول أفريقيا كمسار نفوذ وتأثير رئيسي، فتعرض عليها مشاريع مختلفة في مجالات الزراعة والطاقة وإقامة السدود وبناء السكنات، وأن الأداة الأهم التي تمتلكها إيران لتعزيز نفوذها السياسي في إفريقيا تتمثل في توسيع العلاقات الاقتصادية وفي دبلوماسية النفط، حسب تعبير الاستخبارات الإسرائيلية في تقريرهم، مشيرة إلى تخطيط إيران لاستخدام موانئ الدول المغاربية لتنفيذ عمليات إرهابية والتآمر السياسي ضد إسرائيل والرد على هجمات محتملة على منشاتها النووية• واتهمت الموساد في تقريرها طهران بمسؤوليتها عن الأعمال الإرهابية التي تشهدها الجزائر، بعد أن كانت في وقت سابق تدعم الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس المحل)، وأنها تقود علاقات قوية مع الجماعات الإرهابية المسلحة في الجزائر خاصة بالتهريب والمخدرات والتجارة غير الشرعية للأسلحة• وجاء في التقرير''أقامت إيران ولم تزل تقيم في السودان علاقات مع منظمة الجهاد المصرية والجماعة الإسلامية في مصر والنهضة في تونس والفيس في الجزائر، وأيضاً مع حركات إسلامية في المغرب وموريتانيا''، و''أنها تتحمل مسؤولية تمويلها وتدريب عناصرها''، وادّعى الإسرائيليون أن إيران توفر للمنظمات الإرهابية المسلحة في الجزائر وسائل قتالية للإرشاد والتدريب•