استبعد أبو جرة، في حوار خص به الموقع الإلكتروني الإخباري ''إيلاف''، أن يكون ما يتردد عن محدودية مردودية أداء التحالف الرئاسي، وتسببه في الركود السياسي، إلى أحزاب التحالف، مشيرا إلى أنه حقق نوعا من الاستقرار ودفع عجلة التنمية إلى الأمام، وأن الجزائريين ركنوا إلى هذا الاستقرار وهذا الأمن، موضحا أن قوى المعارضة لم تستطع توحيد صفوفها وظلت مشتتة وفشلت في إقامة ائتلاف للمعارضة، حتى داخل البرلمان• ونفى سلطاني وجود أية نية لدى رئيس الجمهورية لتوريث الحكم من بعده، في إشارة إلى الحديث الدائر حول نية سعيد بوتفليقة في إنشاء حزب سياسي، وقال إن ''هذا الموضوع كان مطروحا قبل تعديل الدستور، لأنّ كثيرا من الجهات كانت تتحدث آنذاك عن ميلاد قطب سياسي جديد، بإمكانه أن يحدث المفاجأة إذا ما تخلى الرئيس بوتفليقة عن فكرة التعديل الدستوري''• وأضاف أبو جرة ''وبالفعل تحركت بعض الجهات وجمّعوا بعض الجهود، لكن لما تمّ التعديل الجزئي للدستور، وانتزع تأييد غالبية أعضاء غرفتي البرلمان، تمّ التخلي نهائيا عن هذه الفكرة، لكن الذين كانوا يحضرّون، قالوا لماذا لا نستمر في التحضير، قد يحتاجون الرئيس بين لحظة وأخرى، فاستمروا في دعم الحملة الانتخابية لبوتفليقة لدى ترشحه لرئاسيات الربيع الماضي، ولما انتزع ذاك النجاح الكبير، سكت منظّمو هذه الفكرة لفترة ظنا منهم أنّ الرئيس سيستدعيهم لبعض المهام السياسية والحكومية وغيرها، فلما لم يستأنسوا شيئا من هذا، عادوا ليرفعوا أصواتهم بأنّ هناك حزبا للرئيس سيتولاه شقيقه، وبأنّ هناك توريثا''• وفي سياق متصل قال إن حركة مجتمع السلم ترحب في كل الأحوال بميلاد طبيعي لأي حزب سياسي في الجزائر سواء بزعامة أخ الرئيس أو بزعامة غيره من الناس، بشرط واحد أن يولد هذا الحزب بشكل ديمقراطي طبيعي، وينزل إلى الميدان من أجل أن يتنافس على البرامج وعلى الدفع بالحريات أكثر إلى الأمام وعلى حقوق الإنسان• واعتبر أبو جرة بروز حركة الدعوة والتغيير إلى عدم رضا تلك العناصر عن نتائج المؤتمر الرابع للحركة، مشيرا إلى أنه كانت هناك محاولات لمعالجة الأزمة على مستوى مجلس الشورى الوطني، طيلة سنة كاملة، وفي آخر لقاء للمجلس المذكور أقرّ أربع مسائل أساسية، أولاها أن يغلق هذا الملف نهائيا، الثانية أن يترك باب الحركة مفتوحا للأفراد وليس للكيانات، إذا أراد أي فرد من هؤلاء العودة، والأمر الثالث أن يظلّ باب الحوار والنقاش على المستوى الفردي مفتوحا، والأمر الرابع والأخير، النزول إلى الميدان للتأكيد بأنّ الانشقاق الذي حصل، لم يأخذ من الحركة سوى أقلّ من 3 بالمائة، مشيرا إلى أنه لا يزعج الحركة أن ينفصل هذا العدد القليل• في تعليقه على سؤال حول تبرؤ مرشد الإخوان المسلمين، مهدي عاكف، من حمس ومدى استمرارية العلاقة مع تنظيم الإخوان، كشف أبو جرة أن الإخوان فكر وليس إدارة، الإخوان مدرسة، وكل من ينتمي إلى مدرسة الوسطية والاعتدال فهو من الإخوان المسلمين، حتى وإن أنكر هو ذلك، مشيرا إلى أنه قرأ منذ أسبوع تقريرا صادرا عن الأزهر الشريف، أثبت فيه أنّ كتب الإخوان أصيلة، وأنّها نابعة من الفكر الإسلامي في وسطيته، في اعتداله، وبالتالي فحمس تنتسب فكريا وتربويا إلى هذه المدرسة العالمية الكبرى، ولكل قطر خصائصه وأولوياته وحريته وبراءة ذمته السياسية والتربوية• وتوقع أبو جرة أن يفرج رئيس الجمهورية عن مشروع العفو الشامل السنة المقبلة، وسيكون مشروطا بجملة من القضايا، الأمر الأول أن تتوفر الأسباب الموضوعية التي تعطيه هذا الحق، الأمر الثاني أن لا يظل أحد في الجبال أو أي حامل للسلاح، الأمر الثالث أن تبرأ جراح الذين صُدموا في المأساة الوطنية، والأمر الأخير أن يكون هناك استفتاء للشعب الجزائري حول الذهاب إلى خطوة أطول وأعمق وأكثر جرأة وتاريخية من المصالحة الوطنية، خاصة أن ميثاق السلم والمصالحة في مادته الأخيرة ترك الباب مفتوحا أمام الرئيس كي يتخذ ما يراه مناسبا لاستكمال هذا المسار، لا سيما وأنّ كل العلماء الذين زاروا الجزائر، ركّزوا على أنّ الإرهاب طريقه مسدود•