ذكرت مصادر حزبية مطلعة أن قيادات عدد من التشكيلات السياسية أوصت مرشحيها بمباشرة اتصالات فردية مع مختلف المنتخبين المحليين، تحسبا لانتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة المرتقب نهاية شهر ديسمبر المقبل، وعدم الاتكال على التحالفات التي قد يتم القيام بها بين الأحزاب، والتي لا تأتي بثمارها في بعض الأحيان بسبب عدم انضباط المنتخبين المحليين• قال مرشحون لانتخابات مجلس الأمة من أحزاب التحالف الرئاسي إن قياداتها طلبت منها الشروع في تحركات ميدانية قصد تكثيف العمل الجواري وسط المنتخبين المحليين كل في منطقته، والذي من شأنه كسب المزيد من الأصوات لصالح المرشح وتعزيز حظوظ الفوز بالمقعد المتنافس عليه• وأضاف نفس المرشحين أن ''الأغلبية طلبت من قيادة الحزب تزويدهم بقوائم اسمية تضم أسماء جميع المنتخبين على مستوى كل ولاية، حيث سيقوم هؤلاء بتوزيعها على منتخبي تشكيلاتهم السياسية في محاولة لتوسيع دائرة التحركات، حيث يؤكد هؤلاء أن ''اطلاع المنتخبين على القائمة الاسمية يمكّنهم من التعرف على أسماء قد تربطهم بهم علاقة عائلية أو قرابة أو صداقة''• ويقول قياديون من التحالف الرئاسي إن ''لجوء الأحزاب السياسية إلى هذا الإجراء سببه عدم قدرتها على التحكم في المنتخبين المحليين، حيث رغم تظاهر البعض بالانضباط إلا أن هذا لا يعني أنهم سيصوتون لصالح مرشح الحزب، كون الاقتراع يجري في سرية ولا يمكن الاطلاع على الورقة التي يضعها المنتخب في الصندوق''• وانطلاقا من هذا، تسعى العديد من الأحزاب السياسية الاستثمار في الانشقاقات التي تقع في صفوف المنتخبين خلال الانتخابات الأولية، وهذا ما دفع بقيادات الأحزاب الحرص، كمرحلة أولى، على ''ضرورة ضمان الخروج من الانتخابات الأولية بصف موحد وتفادي الشقاق''• وقد سبق لرئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، أن أشار إلى أن ''الوصاية الأفقية للأحزاب من خلال فرض مرشحين أو اعتماد أسلوب التعيينات أو منطق الشكارة هي عوامل من شأنها زرع الشقاق والفرقة بين منتخبي الأحزاب، لكنها بالمقابل ستكون في صالح تشكيلات أخرى، في إشارة إلى حزبه ومرشحيه الذين سيستفيدون حتما من دعم منتخبي هذه الأحزاب''، ثم وواصل قائلا بشأن حظوظ حزبه ''حظوظ الأفانا ستتقلص في حال احترام المنتخبين لقرارات أحزابهم والانضباط على مستواها، مما سيعقد من مهمة مختلف المرشحين''•