وذكرت مصادر مقربة من القاعدة العسكرية الأمريكية ''أفريكوم'' بشتوتغارت الألمانية، أن المعركة الدائرة رحاها في منطقة صحراء الساحل بين المخابرات الغربية بقيادة أجهزة ال''دي·أس·تي'' الفرنسية من جهة، والمخابرات المركزية الأمريكية ال''سي·آي·أي'' من جهة أخرى، عطلت أي تحرك في اتجاه ما تم الإعلان عنه من قبل، بين قيادات جيوش دول المنطقة ورؤساء دولها خلال اجتماعات ولقاءات تنسيقية وتعاونية، وآخرها لقاء تمنراست الذي لم تحضره ليبيا، وهو الغياب الذي كشف النقاب عن الضغوطات التي تمارسها الدول الغربية التي أرسلت مختلف مصالحها الاستخباراتية في المنطقة منذ عملية اختطاف السياح الغربيين الستة شمال مالي واغتيال الرهينة البريطانية، براون، بعد فشل المفاوضات مع لندن حول المقايضة التي تقدم بها تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال مع مستبيح دماء الشعب الجزائري الإرهابي الأردني أبو قتادة، المعتقل بالسجون البريطانية· وأضافت ذات المصادر، أن ما يحدث في موريتانيا وشمال مالي من عمليات إرهابية لا يعدو أن يكون مخططا له ضمن المعركة الدائرة بين مختلف المصالح الاستخباراتية في المنطقة للحيلولة دون تنفيذ عملية عسكرية دون إشراك الجيوش الغربية التي تدعي بعد كل عملية إرهابية أن مصالحها الاقتصادية ورعاياها العاملة في المنطقة أصبحت مهددة من طرف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وهو يتطلب العمل مع الشركاء في المنطقة للتصدي للهجمات الإرهابية وعمليات الاختطاف التي تطال الرعايا الغربيين في المنطقة، الأمر الذي رفضته كل من الجزائر ومالي وموريتانيا مؤخرا، وزادها التدخل في الوضع من خلال تقديم المساعدات العسكرية والمعدات، إلى جانب خدمات تدريبية لجيوش كل من مالي والنيجر وموريتانيا بحجة تأهيلها للتصدي لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي· في حين ترفض الجزائر أي تواجد أجنبي تحت أية ذريعة فوق أراضيها، ما زاد من الضغوطات على دول الساحل من أجل دفعها لرفض أي تعاون عسكري مشترك مع قيادة الجيش الوطني الشعبي، يضيف المصدر ذاته· وتذكر مصادر عسكرية في باماكو أن تاريخ العملية العسكرية المشتركة ضد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي قد تم تحديده، غير أن السرية التي يتم التعامل بها، تدخل ضمن إستراتيجية الدفاع المعتمدة من طرف الجيوش المعنية بالعملية، ولا تسمح بإعلان التاريخ الرسمي لبداية العملية أمام الرأي العام، مؤكدة أن هناك موارد كبيرة سخرت لإنجاحها والقضاء على الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتشمل معدات عسكرية متطورة، منها طائرات مقاتلة ذات تكنولوجيا عالية، باعتبار أن أغلب الملاحقات ستتم من الجو، بالإضافة إلى قوة عسكرية مشتركة إقليمية لدول الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا·