يدعي الذين فازوا بأغلبية التشريعي أنهم يمثلون ''الشعب الفلسطيني'' وحكومة السلطة تمثل ''الشعب الفلسطيني''، وأين هي الانتخابات الديمقراطية الشاملة للشعب الفلسطيني، وأين قانون الانتخابات الديمقراطي والتوحيدي للشعب وتياراته الفكرية والسياسية والتنظيمية وفق التمثيل النسبي الكامل؟ قوى اليسار الديمقراطي وحدها واصلت النضال لقوانين انتخابية ديمقراطية وتوحيدية ولا انقسامية، وفق التمثيل النسبي الكامل، وهذا ما أقرته وثيقة الوفاق الوطني - وثيقة الإجماع الوطني ووقعت عليها كل الفصائل والقوى ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة بلا استثناء في 26 حزيران/ يونيو ,2006 وبعد وصول حكومات فتح الاحتكارية وحكومة حماس الاحتكارية إلى الطريق المسدود· ولا زال النضال يدور لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني - وثيقة الإجماع بعد أن ارتدت حماس وفتح عنها ووقعتا وثيقة اتفاق المحاصصة الثنائي (8 شباط/ فبراير 2007) الذي انهار بجحيم الحرب الأهلية بينهما، والانقلابات السياسية والعسكرية (14 حزيران/ يونيو 2007)، التي أنتجت ''الانقسام المدمر'' طريق الفشل، وضياع الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولا طريق للخلاص من الاحتلال والاستيطان إلا بإعادة بناء الوحدة الوطنية بحوار وطني فلسطيني شامل على أساس وثائق الإجماع الوطني وانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة بالتمثيل النسبي الكامل، وانتخاب مجلس وطني جديد موحد لمنظمة التحرير في الوطن والشتات بالتمثيل النسبي الكامل· وهذا كله، يشير إلى أن محاربة طغيان وهيمنة الخطاب النيوليبرالي المحافظ قد أزفت، وكذلك الخطاب المذهبي الماضوي والقدري الشعبوي، ليس من موقع نظري، بل من موقع عملي نقدي معمم بالتجربة على نطاق الشعوب، وأنه في نطاق الممكن إذا ما توافرت الفعالية والإرادة، والروافع المادية والعملية تحت سقف برنامج التحرر الوطني، والدور الفاعل لليسار الوطني الديمقراطي· الهدف بالنسبة لكل القوى الديمقراطية والتقدمية على امتداد البلاد العربية، بل والقارات الخمس هو الوصول إلى الجمهور، وجدار الصمت هو جدار مادي استناداً لرأس المال السياسي والموروث القدري التاريخي· وبذات الوقت المال السياسي، والتلفاز هو الأداة المهيمنة التي تجتاح وتحاصر بأطروحاتها حياة البشر شعوباً وطبقات اجتماعية وعلاقات بين الأمم والدول باستمرار؛ الخروج على هذا الحصار ''الإجماع'' بالغ الصعوبة، ولكنه ممكن في مواجهة الخطاب المهيمن، وهذا يتم حين لا يشارك أصحاب الرأي والتنوير في هذه ''الغفلة''، حين يقيمون نوعاً بديلاً في مواجهة معتقدات خرافية تنشئها مؤسسات ضخمة برؤوس أموالها النفطية وغير النفطية· أي في مواجهة التصنيفات التي يجب أن تُطاع إملاءاتها· أما لماذا ؟ فالسبب لأننا نتوجه إلى الناس الذين هم موضع أحداث التاريخ من الضحايا والمستبعَدين والمستعْبَدين·التنوير