إذا أخذنا الانتخابات في فلسطينالمحتلة عام 1967 (الضفة والقدس وقطاع غزة) مثالاً، نكتشف فوراً أن انتخابات عام 1996 للمجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية ''مشهد مسرحي'' تمت بقانون لا ديمقراطي (الدائرة الموسعة لكل محافظة بأغلبية الصوت الواحد) وخاضها فصيل واحد (فتح)، وقاطعها كل الفصائل والأحزاب الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، ولذا فازت فتح وحدها بالمجلس التشريعي، ومع ذلك شهد لها المراقبون الدوليون وبعض العرب ''بالنزاهة والشفافية'' مع أنها انتخابات الحزب الواحد، ولم تجرِ انتخابات متعددة القوى والأحزاب والتيارات والبرامج· وبعدها عطلت السلطة الفلسطينية أية انتخابات تشريعية وحتى نقابية؛ عشر سنوات كاملة حتى كانون الثاني/ يناير .2006 انتخابات 2006 تمت بقانون انتخاب انقسامي لا ديمقراطي (50% دوائر موسعة على مستوى المحافظات بأغلبية الصوت الواحد، وليس على أساس الدائرة الفردية، 50% على أساس التمثيل النسبي) فتم زرع الانقسامات عبر ''الاحتكار'' و ''الإقصاء''، الجهوية، القبلية، العشائرية، المحلية، الزعاماتية الفردية الانتهازية في المجتمع وفي داخل الفصيل الواحد· وتدفق المال السياسي الانتخابي والإعلامي والزبائني الخدماتي والوظيفي، والتربيطات الانتخابية المسبقة العشائرية والقبلية والجهوية والمحلية (اقرأ: مفاتيح ومقاولي الأصوات)، وشاعت عمليات التصويت الاحتجاجي بدلاً عن التصويت البرنامجي، فقد غابت قوانين التمثيل النسبي الكامل، أو النسبي الكامل + عدد محدد للدائرة الفردية نائب واحد، فكان الحصاد انقسامياً مراً، وضاع أكثر من 50% من الأصوات، والنتيجة القوائم التي جمعت 59% من الأصوات المقترعة (أي التي انتخبت) فازت فقط بِ 41% من المقاعد، والقائمة التي جمعت 41% من الأصوات المقترعة فازت بِ 59% من المقاعد، فأين هي الديمقراطية ؟ ضاعت بغياب قانون التمثيل النسبي الكامل، وحتى لا يضيع صوت واحد، فهو الذي يعزز الانتخابات ويبني الوحدة الوطنية الائتلافية وفي صف المجتمع في مرحلة التحرر الوطني، وفي البلدان العالية التطور الديمقراطي· يعلن رئيس وزراء روسيا السابق بريماكوف في كتابه ''حقول ألغام السياسة ''2008 التالي ''يقرر أمور الانتخابات من يتحكم بالمال الانتخابي لوسائل الإعلام'' وأحجم عن نزول الانتخابات الرئاسية ''مع وجود فرص فعلية لديه بالفوز لأنه لا يملك المال الانتخابي الإعلامي''· فإذا كان هذا في روسيا المتقدمة جداً في تطورها العلمي والثقافي والسياسي، فكيف الحال في البلاد العربية وفي الضفة الفلسطينية وقطاع غزة؟··· وثانياً: أكد تقرير لجنة الانتخابات المركزية المستقلة أن 23% من 41% التي أخذتها قائمة منظمة حماس أصوات احتجاجية على فساد سلطة وحكومات الطوابق العليا في فتح، ولم تكن اختياراً إيديولوجياً وبرنامجياً· وثالثاً: الانتخابات شملت فقط 32% من الشعب الفلسطيني (سكان الضفة والقدس وقطاع غزة) والذين اقترعوا من هؤلاء أقل من 28%، بينما لم يشارك 68% من الشعب الفلسطيني في أقطار اللجوء والشتات بالانتخابات، محروم منها وفق اتفاقات أوسلو التي تحصر الانتخابات فقط بسكان الضفة والقطاع· وعليه انتخابات 2006 تمثل جزءاً من الشعب الفلسطيني، ولا تمثل كل الشعب ولا أغلبيته الساحقة، ولا يدخل في هذه النسب مليون ونصف من أبناء شعبنا في أرض 1948 داخل دولة ''إسرائيل''·