وصل ''ا، ص، ن''، من ليبيا نهاية الأسبوع الماضي قبيل ساعات من عيد الفطر المبارك، ليعود إلى أهله بحي فاتح نوفمبر ببلدية البياضة، جنوبالوادي، شارف على الخمسين من العمر وهو أحد السجناء المفرج عنهم مؤخرا، وحكمت عليه السلطات الليبية بالسجن المؤبد بتهمة المتاجرة بالمخدرات، حيث حظي الضيف ''غير العادي'' باستقبال حار من قبل أقربائه وأصدقائه، خاصة وأن السجين وقع ضحية عصابة متاجرة بالمخدرات· عائلة السجين أشادت، ل''الفجر''، بوساطة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي أعاد البسمة والأمل إلى بيت العائلة بعدما دب في نفوسهم اليأس من الإفراج عن ابنهم المظلوم، حسبهم، ودعا كل أفراد العائلة الذي حضرناه بعد الفاتحة التي قرؤوها بمناسبة عودة ابنهم لرئيس بوتفليقة بدوام الصحة والعافية وخدمة الوطن، خاصة وأن الإفراج عن ابنهم تزامن مع العشر الأواخر من رمضان، ومكّن أفراد العائلة من الاحتفال بعيد الفطر بداخل بيتهم بعدما طال فراق الابن السجين· وفور سماعنا الخبر تنقلت ''الفجر'' إلى السجين لرصد أحواله وظروف اعتقاله، فلوحظ عليه الإرهاق الشديد والاضطراب، وحاولنا أخذ قسط من وقته لكن أشقاءه وأهله فضلوا تأجيل اللقاء إلى وقت آخر، مشيرين أنه في الوقت الراهن فرحون بعودة ابنهم ومتخوفون من تبعات أي تصريح، خاصة وأن الإجراءات النهائية لملف السجناء لم تستكمل تماما بين السلطات الجزائرية والليبية· لكن أقرباء السجين كشفوا لنا أن السجين المفرج عنه يوجد في حالة من اضطراب نفسي داخلي نتيجة صدمته قبل 5 سنوات تقريبا يوم ألقي عليه القبض بتهمة حمل مخدرات بداخل السيارة التي نقلتهم إلى ليبيا، كاشفين أن لا علاقة لقريبهم بصاحب السيارة، وسافر معه بغرض جلب ألبسة للمتاجرة بها كغيره من تجار المنطقة، حيث فرّ سائق السيارة تاركا قريبهم بجوار السيارة، والذي لم يفر اعتقادا منه أنه لا يوجد شيء بداخل السيارة، لكن بعد أن قامت السلطات الليبية بتفتيش السيارة وجدت بداخلها كمية من المخدرات فقامت بإيقافه وحمكت عليه بالسجن المؤبد· لكن تشاء الأقدار ويفرج عنه بعدما يئس أهله من عودته، حتى أن أشقاءه لم يتركوا مكانا أو شخصا له علاقة به إلا وقصدوه، لكن القدر ساقه حسب أقربائه على يد الرئيس بوتفليقة· هذا ووعدنا السجين بحوار يروي فيه تفاصيل المعاناة داخل السجون الليبية·