أشار العديد من مستخدمي المصلحة إلى أنهم يتفهمون ردة فعل العديد من المرضى وعائلاتهم ''لأنهم لا يعلمون الحقيقة والواقع المر الذي نعيشه في غياب إمكانيات العمل هذا هو الحال مصالح الاستعجالات بالمستشفى''· وفي جولة استطلاعية قادت ''الفجر'' إلى المصلحة وقفت على نقص إمكانيات العمل إلى حد التناوب على السماعات الطبية، وبالرغم من ذلك يضيف العاملون نواصل مهامنا العملية في ظروف مزرية للغاية داخل مكاتب عمل شبيهة بالمستودعات أو الإسطبلات· وتفتقر المصلحة إلى سيارات الإسعاف، حيث تتوفر على سيارة إسعاف واحدة تتكفل بنقل جميع مرضى الولاية، ويمكنكم أن تتصوروا الوضع والضغط المفروض عليها سواء بالنسبة للمرضى المتواجدين بالمنازل أو أماكن العمل وفي حوادث المرور والشواطئ وغيرها· كانت الساعة الحادية عشر عندما وصلنا إلى مصلحة الاستعجالات عند مدخل الباب الرئيسي في الجناح المغاير للمستشفى، وسط طوابير لا متناهية من السيارات التي تنقل المرضى من كل ربوع الولاية والولايات المجاورة· وشكل المرضى طوابير لإجراء الفحص الطبي داخل مكتب تنعدم فيه كل ظروف العمل، ما جعل الطبيبة العاملة فيه متذمرة، وما زاد الوضع تدهورا نقص السماعات الطبية لممارسة المهنة· وكذا جهاز فحص نسبة السكر في الدم بالنسبة للمرضى المصابين بداء السكري وغيرها من الإمكانيات، في الوقت الذي تستقبل فيه المصلحة يوميا ما يقارب 150 مريض، منهم المرضى المصابين بداء السكري والقلب والضغط الدموي والربو وغيرهم، ليتم توجيه المرضى نحو المصالح الطبية الأخرى أو إبقائهم فيها لمراقبة وضعهم· بعدها مباشرة حاولنا الغوص داخل استعجالات المصالح الطبية الأخرى· المرضى ·· وأشغال الصيانة والترميم جارية فوق رؤوسهم ونحن نتجول داخل أروقة بعض المصالح الطبية، شدّ انتباهنا فتح مستودع ضخم بالجناح الآخر لمصلحة الاستعجالات، أين يقيم فيه المرضى وأشغال الترميم والصيانة جارية بالقرب منه منذ السنة الفارطة، حيث لا تسمع سوى صوت المطرقة رغم أن المكان تعلوه مصلحة الإنعاش، وهو ما جعل المصلحة تتخبط في وضعية كارثية، حيث علمنا أن الأشغال تنطلق ثم تتوقف نظرا لنقص إمكانيات العمل، ما يخلف توقفا اضطراريا لورشات العمل· استقبال 300 مريض يوميا أغلبهم ضحايا اعتداءات وحوادث المرور تنقلنا بعدها إلى مصلحة الأشعة التي تستقبل يوميا أكثر من 300 مريض حسب رئيس المصلحة، أغلبهم من ضحايا الاعتداءات وكذا حوادث المرور، أين يتم نقلهم لإجراء فحوصات بالأشعة في غياب السكانير· وما زاد من صعوبة المهمة وجود سيارة إسعاف واحدة لنقل جميع مصابي الولاية، الأمر الذي جعل عملية التكفل بجميع المصابين مهمة شبه مستحيلة، خاصة أن السيارة كثيرا ما تتوقف نتيجة للضغط المفروض عليها· مصلحة الاستعجالات للعضام في وضعية كارثية أول ما يشد إنتباهك وأنت تدخل استعجالات مصلحة للعضام التناثر الكبير لمادة بيضاء في كل مكان، إلى جانب وجود وعاء ضخم به ماء لونه أبيض والذي يستعان به لتبليط الجبس على الأطراف المتضررة للمريض· ووجدنا أحد الممرضين يقوم بوضع الجبس على رجل مصاب مكسور بعدما استعان بقطعة من الخشب والقطن، وبجانبها كراس محطمة وخزانة حديدية قديمة، وفي الخارج وجدنا طوابير من المرضى ينتظرون دورهم· وبالجناح المجاور وجدنا عدد من المرضى باستعجالات أمراض الجهاز الهضمي ينامون في الأرض، بعدما افترش أحدهم كيس بعد طول انتظاره، خاصة وأن المصلحة تستقبل يوميا أزيد من 50 مريضا· مصلحة الجراحة تفتقر إلى مادة المخدر لإجراء العمليات الجراحية تقربنا من إحدى الطبيبات تعمل بمصلحة الجراحة والتي تجري بها يوميا ما يقارب 8 عمليات، حيث كشفت لنا أن المصلحة تفتقر إلى السيروم وكذا المخدر لإجراء العمليات، خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة منها داء السكري والقلب وغيرها، حيث علمنا أن هؤلاء يحتاجون إلى مخدر خاص من نوع كتامين ودبريفان ونرادرنالين وإكستوكين وغيرها من المواد المخدرة، بالإضافة إلى نقص أكياس الدم من كل الفصائل حتى بالنسبة لفصيلة (0) +، حسب تصريح الطبيبة· فوضى واكتظاظ وطوابير لا متناهية من المرضى أكبر مشكل مطروح بمصلحة الاستعجالات نقص الأطباء الذي يقابله الكم الهائل من المرضى بمختلف الإصابات ووسط طوابير لا متناهية، وما زاد الوضع تعفنا الفوضى وغياب التنظيم وكأنك في سوق، وذلك ما وقفنا عنده خلال زيارتنا لمصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي لأكبر ثاني مدينة بعد العاصمة·