تعيش مصلحة طب العيون بمستشفى الثنية في بومرداس ظروفا جد صعبة، نظرا للعدد الكبير للمرضى الوافدين عليها من كل المناطق• ''الفجر'' وقفت على الحدث في عين المكان، وتمكنت من الاقتراب من المرضى الموجودين في قاعة الانتظار بصعوبة، نظرا للحالة النفسية التي كانوا فيها بسبب طول الانتظار والاكتظاظ في القاعة المقسمة لجناحين مخصّصين للرجال والنساء• وعبّر لنا معظم المرضى عن استيائهم من الوضعية الكارثية التي هم فيه، فلم يكفهم عناء فقدان أو نقص البصر، بل زادهم عناء الحصول على موعد للمعاينة الذي يكون في بعض الأحيان بعد سنة من زيارتهم للمصلحة الوحيدة على مستوى ولايتهم حسب قولهم إلا إذا كان لديهم ''المعريفة''• وعند اتصال ''الفجر'' بالطبيبة المسؤولة عن المصلحة، أكدت لنا أن هذه الأخيرة تعيش في وضع حرج منذ زلزال ,2001 وحرصا من القائمين على المصلحة على عدم ترك المرضى يتنقلون إلى أماكن أخرى لغرض العلاج، فُتحت المصلحة بإمكانيات جد محدودة حسب قول الطبيبة• وتضيف المتحدثة أنه نظرا للسمعة الجيدة التي تعرفها المصلحة منذ فتحها فإنهم على وشك إعلان حالة الطوارئ، نتيجة عدم قدرتهم على استيعاب العدد الهائل من المرضى الذين يتوافدون عليها من مختلف ولايات الوطن• وتشير المسؤولة أن ما يؤزّم الوضع أكثر ''هو الضغط الذي نعيشه لعدم تفهم الوافدين للأوضاع التي تعيشها المصلحة، فبداية المكان غير لائق لمصلحة طب العيون وقاعات العلاج والانتظار صغيرة جدا''• ورغم أن هذا الوضع مؤقت، حسب مسؤولة المصلحة، خاصة وأنهم ينتظرون الانتقال للعيادة الجديدة، إلا أن الأطباء العاملين في المؤسسة نفذ صبرهم من الظروف التي يعملون فيها• وعبّر الأطباء بالمصلحة عن استيائهم لأنهم غير خاضعين حتى لنظام أوقات العمل ''فبداية العمل تكون على الساعة 7و30 د في أغلب الأحيان، ونهايته مرتبطة بعدد المرضى''، ما دفع بعضهم للاستقالة وإصابة الآخرين بالقلق الدائم طوال ساعات العمل، لأنهم حسب الدكتورة يستقبلون أكثر من مئة مريض يوميا،''وهو ما يقوم به مركز استشفائي جامعي''• وباطلاع ''الفجر'' على عدد المرضى الإجمالي للمرضى المعاينين من طرف المصلحة سنوات 2006 - 2007 - 2008 وجدنا أن العدد يفوق العشرة آلاف مريض سنويا، وهو في تزايد مستمر• كما كشفت لنا رئيس المصلحة كذلك عن رزنامة الاستقبال لسنة 2009 و2010 المكتظة بالمواعيد، ''ونحن الآن في صدد منح المواعيد للمرضى الآتين لمصالحنا سنة ,2011 ولكم أن تتوقعوا رد فعل المريض الذي يمنح له موعد في 2009 بعد عام ونصف من ذلك''• كما اغتنمت الطبيبة المسؤولة الفرصة لتوجه رسالة لوزارة الصحة لإيجاد الحل العاجل لذات المصلحة قبل حدوث كارثة، والعمل على توفير العدد الكامل من الأطباء لتمكينهم من احتواء العدد الكبير من المرضى ومعاينتهم•