واستعملت المقصلة لأول مرة في الجزائر سنة 1843 أي بعد ثلاثة عشر سنة عن بداية غزو القوات الاستعمارية الفرنسية للبلاد• ويشير المؤرخون إلى أن هذا العقاب الشنيع كان يستعمل كوسيلة ردع قصد ''ترهيب'' الجزائريين، أولئك الرجال والنساء الذين كانوا كلهم قناعة وإيمان بضرورة تحررهم من نير الاستعمار• وسيبقى اسم الشهيد أحمد زبانه مرتبطا إلى الأبد باستعمال المقصلة في الجزائر إذ شاء القدر أن يكون أول مناضل يعدم بالمقصلة يوم 19 جوان 1956 في سجن بربروس (سركاجي حاليا)، وعرف عبد القادر فراج نفس المصير في اليوم ذاته• كما قطعت رؤوس العديد من الجزائريين والفرنسيين المتضامنين مع القضية بنفس الطريقة• وتفيد أرقام بعض قدماء المحكوم عليهم بالإعدام إلى أنه تم تنفيذ الحكم في حق 69 شخصا في الجزائر العاصمة و56 بقسنطينة و51 بوهران و22 بفرنسا• انتظار تنفيذ الحكم لحظات رهيبة في حياة المدان ولا يزال الأشخاص الذين نطق في حقهم الحكم بالإعدام ثم استفادوا من العفو يذكرون مرارة الأوقات التي قضوها داخل سجن بربروس، لحظات ألم وإهانة ورعب و•••انتظار رهيب لتنفيذ الإعدام بالمقصلة• كان الانتظار مرادف ''اللحظات الرهيبة'' بالنسبة للمحكوم عليهم، فلا أحد يدري متى سيعدم، وكل ما كان يعرف هو ساعة تنفيذ الإعدام بالشفرة القاطعة: الرابعة صباحا• واعترف المجاهد علي درافلي، الذي حكم عليه بالإعدام سنة 1957 وكان عمره لا يتجاوز 21 سنة أن فكرة الموت عن طريق قطع الرأس كانت ''ترعبه''، لكن ما كان ''يخفف من رعبه'' هو التضحية في سبيل الوطن• وتذكر السيد درافلي، وهو حاليا نائب رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام، قائلا إن ''انتظار الموت كان لا يحتمل، وكنا نعيش كل دقيقة تمر في انتظار طلوع الفجر كأزل لأننا لم نكن نعلم من منا سينفذ عليه الحكم''• وأضاف ''الذين كانوا يبقون في الزنزانة وقت تنفيذ الحكم على أحد الرفقاء كانوا يعيشون هذه اللحظة بين الخوف والرعب والجزع وكذا الانهيار العصبي بالنسبة للبعض، ولكن إحساس التمرد ضد الظلم والقمع الفرنسيين هو الذي كان يغلب في كل مرة''• وأضاف أن هذه الأوقات ''الصعبة'' التي كنا نعيشها كانت تولّد في الأعماق طاقة وقال السيد درافلي ''حقيقة أن فرنسا عيشتنا في الجحيم ولكن هذا الجحيم كانت له تأثيرات مرتدة حيث عزّز إيماننا بالله وحبنا للبلد وهذين الشيئين حمّسانا باستمرار لمواصلة الكفاح إلى غاية آخر نفس''• وأشار إلى أن المقصلة التي لم تكن تؤثر فيه خلال الثورة حسب قوله ''يقشعر بدنه منها'' حاليا، ويظهر هذا الانفعال بوضوح عندما يقف أمام هذه الآلة لقطع الرؤوس خلال زياراته العديدة إلى المتحف المركزي للجيش حيث تعرض للجمهور•