أقدمت كلية العلوم التابعة لجامعة سعد دحلب البليدة على طرد طالبين متفوقين من السنة الثانية ماستر بعد رفضها فتح تخصص رياضيات في البحوث العمليات، بحجة أن القوانين تمنع ذلك لقلة عدد الناجحين، والغريب في الأمر مطالبة الجامعة هؤلاء بالبحث عن التخصص المحبذ من طرفهم في جامعات أخرى أو تغيير التخصص، في الوقت الذي تبقى لهم شهران للتخرج• وجد الطالب شيد يوسف الذي انتقل بتفوق إلى السنة الثانية ماستر تخصص رياضيات في البحوث العمليات نفسه خارج مقاعد الدراسة، بعد أن أغلقت كلية العلوم على مستوى جامعة البليدة، باعتبار أن الفوج لا يضم إلا طالبين اثنين تمكنا من الانتقال من السنة الأولى إلى الثانية، بعد إعادة بقية الطلبة السنة، حيث وجدت كلية العلوم أن الحل الوحيد هو ضرورة تغيير التخصص، أو تغيير الجامعة والتنقل إلى ولايات أخرى لمواصلة الدراسة، وهو ما تم بالفعل، حيث راسل كلية العلوم بجامعة بجاية، لكن الطلب قوبل بالرفض كون التخصص غير موجود على مستوى هذه الأخيرة أيضا• وحسب المعلومات التي قدمها الطالب يوسف ل''الفجر'' فإن محاولاته لإيجاد جامعة تضم التخصص وبالضبط في السنة الثانية باءت بالفشل، بالنظر إلى انعدامه في كل جامعات الوطن، على غرار تلك التي لجأ إليها الطالب على مستوى ولاية تيزي وزو، العاصمة بومرداس وغيرها، مثيرا في ذات الإطار طريقة معاملة مسؤولي كلية العلوم وجامعة البليدة بالتحديد الذين تجاهلوا قضيته، في الوقت الذي يمكن لإدارة الجامعة التأكد بنفسها من وجود التخصص على مستوى هذه الجامعات بمراسلات رسمية، غير أنها اعتمدت سياسة اللامبالاة، رغم تدخل وزارة التعليم العالي لإيجاد حل للملف، وفقا للمراسلة التي وجهت إلى هؤلاء لإكمال الطالبين دراستهما• وبعد غلق كل الأبواب في وجه الطالب يوسف، الذي تحصل على معدل 53,12 في السنة الأولى من الماستر، لم يجد سوى نقل انشغاله للرأي العام، لعل السلطات العليا تتدخل لحل المشكل الذي تسببت فيه بالدرجة الأولى التغييرات التي طرأت على نظام التدريس على مستوى التعليم العالي واعتماد نظام ''أل• أم• دي'' دون دراسة مسبقة لنجاحه أو فشله• وللتقصي حول الموضوع، اتصلت ''الفجر'' بوزارة التعليم العالي التي كان ردها، حسب أحد مسؤوليها، أن الوزارة ستتدخل بقوة لحل المشكل، غير أن التصريحات كانت كالتي قدمتها جامعة البليدة، والتي تتعلق باستحالة فتح قسم لطالبين، إلا أن المصدر أكد على ضرورة إيجاد حل يصب في الأخير في تغيير الجامعة، وإذا ثبت أن التخصص غير موجود على مستوى كل ولايات الوطن فإن الطلبة سيخيرون بتغيير تخصصاتهم أو التفكير في إرسالهم إلى مناطق أخرى•