وفي سياق آخر تحدثنا مع عمي مولود حول فرحة عائلته الصغيرة بتأهل الخضر، وبابنها رفيق، حيث قال لنا والده بصريح العبارة: ''لم نشبع'' من رفيق، لأنه لم يمكث مع عائلته سوى ساعات تعد على الأصابع، قبل أن يشد الرحال في متصف يوم الجمعة الماضي باتجاه البرتغال، وذلك بعد أن سمحت له الفرصة لزيارة الأهل في حدود الساعة الثالثة صباحا من ذات اليوم، أي بعد الاستقبال الذي حظي به وزملاؤه في المنتخب الوطني من طرف فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بعد العودة بورقة التأهل إلى مونديال من أم درمان السودانية، إلى جانب الاستقبال الحار الذي خصصته حشود الجماهير الجزائرية للنخبة الوطنية عند وصولهم إلى المطار وإلى غاية قصر الشعب• وحسب عمي مولود فإن أولاد الحومة بحي باش جراح ''''3 أيضا كان لهم نصيب من التحية والتقدير لرفيق، فالكل حيّاه وشكره على العزيمة، التي سكنت في كيانه، رغم الإصابة التي تعرض لها في القاهرة، جراء الاعتداء الذي تعرضت له حافلة الخضر على أبواب الفندق، وهو الأمر الذي جعل رفيق يتأخر عن دخول منزله، ما جعل عائلة حليش تكتفي بالقليل من الوقت للحديث مع ابنها عن رحلة الموت إلى القاهرة، والتي قال بشأنها رفيق ''عندما وصلنا إلى السودان، تأكدنا بأننا كنا في سجن''، هذا ما قاله رفيق لعائلته، قبل أن يخلد للنوم في حدود الساعة الخامسة، ليجد نفسه مضطرا لحزم حقائبه للتوجه إلى المطار للالتحاق بماديرا• للإشارة فإننا حاولنا الاتصال بمدافع الخضر، إلا أننا لم نتمكن من ذلك لأن الهاتف كان يرن و لكن بدون رد.