أعلنت جمعية مطاعم القلب التي أسسها الممثل الفكاهي الشهير الراحل كولوش عن قلقها من تزايد الفقر والتسول على نطاق شعبي واسع في الأعوام الأخيرة، بمناسبة شروعها أمس في استقبال آلاف المشردين والمعوزين الفرنسيين الذين أصبحوا عاجزين على سد رمقهم بسبب تدني الأحوال الاقتصادية• مسؤولو وعمال مطاعم ''القلب''، الذين يضحون بعطلهم وحياتهم الشخصية من أجل مساعدة بؤساء فيكتور هيجو الجدد، طالبوا الحكومة الفرنسية بمدها يد العون بعد أن أصبحت عاجزة على استقبال فقراء من العاطلين عن العمل والعمال محدودي الدخل الذين استسلموا للأمر الواقع، واضطروا إلى منافسة الفقراء التقليديين المتعودين على مساعدات مطاعم القلب في عز برد باريس القارس• بريجييت هينو إحدى المتطوعات في جمعية مطاعم القلب شاهدة على الوضع التراجيدي الذي أصبحت تعيشه شخصيا بحكم تعاطفها مع الفقراء الجدد من خلال عملها الخيري في الجمعية المذكورة• وفي ردها على سؤال ''الفجر'' أكدت أن الفقراء الجدد يتشكلون في معظم الأحيان من الأشخاص المعزولين عن المجتمع بحكم عيشهم في وحدة قاسية بعد تفكك أسري أو طلاق أو تسريح من العمل تحت ضغط الأزمة الاقتصادية، ومن العائلات المكونة من فردين أو ثلاثة وعائلات عاملة أخرى لم تعد قادرة على مواجهة أعباء الحياة اليومية بسبب مداخيلها المحدودة، وارتفاع مستوى المعيشة وتزايد الديون• العاطلون عن العمل الذين سرحوا في الأعوام الأخيرة من مؤسسات صنع السيارات بوجه خاص يشكلون جيشا جديدا من الفقراء الجدد، وحسب بريجيت، فإن هذه الفئة مرشحة للازدياد في المستقبل القريب بحكم ارتفاع البطالة في الأيام القليلة الماضية• يجدر الذكر أن الممثل الفكاهي الراحل كولوش مازال يتمتع بشهرة منقطعة النظير في فرنسا وفي أوروبا، وعرف طيلة حياته الفنية بنقده اللاذع لكل السياسيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، والمعروف أنه توفي عام 1987 بعد أن دهسته شاحنة وهو على متن دراجته النارية، وحدثت المفاجأة حينما أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية ضد فرانسوا ميتران، وتقول شائعات أنه اغتيل بسبب تهديده للمرشح الاشتراكي الشهير هو الآخر•