تلقت أول أمس وزيرة الصحة الفرنسية، روزلين باشو، بكثير من الدهشة أحدث تقرير عن وضعية المشردين في عز موجة البرد القارس الذي مازال يحصد أرواح العديد منهم في مختلف أنحاء فرنسا وجاء في التقرير أن الظروف المأساوية التي يعيشها المشردون أو من يصطلح على تسميتهم ''الأسدياف'' يفقدون ثلاثين سنة من حياتهم بسبب سوء الأحوال الاجتماعية وتدهور صحتهم الجسدية والنفسية بشكل سريع نتيجة إصابتهم بمختلف الأمراض الخطيرة· وحسب الطبيب النفساني فانسان جيرار الذي أشرف على إعداد التقرير، فإن مضمونه يبعث على القلق بكل المعايير لأنه يكشف عن مأساة حقيقية تعكس تهميش نسبة غير قليلة من المواطنين على الصعيدين الاجتماعي والصحي، وقد ثبت - يقول - أن مأساتهم لا تتوقف عند مستوى الإيواء كما يعتقد الكثير من الناس، والأخطر من هذا تعرضهم للاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي ومعاناتهم من التفرقة الاجتماعية· جمعية إيمايوس الخيرية التي أسسها الراحل الراهب بيار عام ,1954 انتهزت فرصة صدور التقرير لتزيد من ضغطها على الوزارات المعنية وعلى رأسها وزارات السكن والصحة ومحاربة التهميش· وفي هذا السياق قال ديدييه كوسيرن الممثل العام للجمعية ورئيس مجموعة ''موتى في الشوارع'' إن وعود الجهات المعنية التي تطلق للاستهلاك الإعلامي المحلي غير مطمئنة لأن مأساة المشردين لا تبرز في فصل الشتاء فقط وظروف حياتهم المأساوية معروفة على مدار الفصول ويموتون في الشتاء والصيف على السواء ولا يتجاوز معدل حياتهم 47 عاما بسبب الإجهاد وسوء التغذية وقلة النوم والاضطراب النفسي والمرض·