لو يصحو صوت الضمير فيمن لا ضمير لهم وتكلم لسان الحق فيمن أعلوا الباطل وأزهقوه ''الحق''؟• وماذا لو يعترف هؤلاء وبصراحة تُخرس الوقاحة المعهودة فيهم أن الجزائر أبو الدنيا وأخوها وفاتح الأمة وحاميها، هذا أبدا ليس بتكريم من عندنا ولا جميل مستحق من عندهم بل هي حقيقة تاريخية فحسب؟ وليكن في علم من ماتت ضمائرهم الميتة أصلا، وخرست ألسنتهم وقطعها يكون أفضل أن ماضينا مشرف عزيز بعز أسلافنا، وحاضرنا ثري بما خلفوه لنا مروءة وشهامة وغيرهما أعظم، ومستقبلنا أجيال نورثها نسب الأخيار منا كانوا فاتحين، وثوّار ودعاة لإعلاء كلمة الله الحقّة• وماذا عنهم نسبوا أنفسهم لفرعون وما أدراهم بفرعون، هم جهلة ادّعوا المعرفة والتفقّه والدين بريء ممن بايعوا أنفسهم! خلفاء له فكبروا وتكبّروا بهذا النسب وطغوا وتجبّروا ليتفوّق الأبالسة على أستاذهم، فلو أن فرعون يعود للحياة هنيهة لأمر وزيره هامان بتدمير الصرح الذي ظن أنه سيبلغ به أعالي السماء ولم يكن له ذلك، بل امتلكه جهلة مثله ورثهم فتجوزوه طغيا، ولكان خسف بهم الأرض قبل أن تخسف به• فالتاريخ يعيد نفسه هناك من يريد بلوغ قمم السلطة وأهرام الحكم بتشييد صرح أساسه مهزلة وارتفاعه جرائم تاريخية وأعلى قممه كابوس واقعه تهرب من مسؤوليات وأزمات وتمويه للحقائق المزيفة، ولعل آخر درج فيه هو التملّص من دفع مستحقات الجزائرالمدينة لهم باعترافين وألف مليون اعتذار• أما الاعترافين: فأولهما وباختصار نحن نقرّ ونعترف أنكم ''الجزائر'' قضيتم على أحلامنا بالفوز والتأهل ودخول الجنة لأننا بعد فرعون وأهراماته نعبد الكرة وفلوسها، لكنه كما ضاع تعب هامان في آخر أيامه دمّرتم الحضري في آخر مشواره• وثاني اعتراف ببساطة جدا شتمنا ولفقنا وتعدينا وبكينا وتوسّلنا•••وبعنا الغالي بالرخيص ولم تفهموا بعد نحن نريد تعويض مالي فالمعنوي لا يهمنا، ولا نريد منكم سوى سؤالنا ''إنتم عايزين كام'' تملأ جيوبنا وتسعد قلوبنا وينتهي الأمر، ويبقى لنا عندهم عظيم اعتذار مطالبين بتقديمه لنا رغم أننا ندرك جيدا أن هذا صعب تقبله بعد كل الذي حدث لكننا نتساءل من سيعتذر؟ فالمجرمين كُثر ونحن في انتظار من يدّعي فرعون زمانه ينوب عن الجميع ويدفع الفاتورة التي لا تقبل التقسيط•