أبدى الدكتور محي الدين عميمور رفضا قاطعا للاعتذار الذي تقدم به الكاتب المصري يوسف زيدان على خلفية المقال الذي كتبه بعنوان » ذكريات جزائرية « والذي لم يتوان فيه الكاتب المصري في سب الجزائر تاريخا وشعبا وحضارة، جاء هذا الموقف دعما لعديد المواقف التي أبداها كتاب ومثقفون جزائريون من رفضهم لهذا الاعتذار. أكد الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة ووزير الثقافة الأسبق، رفضه القاطع ما وصفه »سيرك« الاعتذار الذي قدمه الكاتب المصري يوسف زيدان للكاتب الجزائري واسيني الأعرج عن مقاله بعنوان »ذكريات جزائرية«، والذي سقط فيه الكاتب المصري سقوطا لا سابق له، بارتكابه خطيئة أهانت مصر والجزائر في وقت واحد. واعتبر الدكتور أن ما قاله زيدان لواسيني الأعرج بأن» البلد الذي يحمل اسما مثل اسمك لا يجب أن نخطئ في حقه « يعتبر قمة الوقاحة وعنوان التفاهة، لأنه يعني بأنه لو لم يكن واسيني جزائريا وصديقا للكاتب المصري لكانت سقطة زيدان مبررة، ولتهاوت كل أسماء القمم الجزائرية من يوغرطة إلى بومدين، مرورا بالأمير عبد القادر ولالا فاطمة نسومر وبن بولعيد وبن مهيدي وعميروش، ولضاعت قيمة بن باديس والإبراهيمي والعربي التبسي وأبو العيد دودو وصالح خرفي والبرناوي وعشرات المئات بل مئات الآلاف من الشهداء والأبطال ورجال الفكر، ولا أتحدث عن الأحياء فهم قادرون على الحديث عن أنفسهم. وأضاف عميمور » أنا أحب واسيني وأعجب بكتاباته الرشيقة لكن صاحب سيدة المقام أخطأ مرتين، الأولى عندما قدم لنا الأمر، وطبقا لما نشر، وكأنه نتيجة لوساطته المباشرة أو غير المباشرة مع الكاتب الساقط إثر مكالمته الهاتفية، قائلا أنه لم يدّخر في حديثه إليه كلمة يعبر فيها عن غضبه، وهو أمر شخصي بينهما يمكن أن نقبله أو أن نرفضه، والثانية عندما أعرب عن تقبله لاعتذار ليس هو المؤهل لقبوله، وراح يبرر القبول بأن الاعتذار يرفع من شأن زيدان«. وبناء على ما تجرا به زيدان في سب الجزائر قال الدكتور» أنا أرفض هذا الاستعراض المضحك ولا أعتبر ما كتبه زيدان اعتذارا مقبولا لشعبنا، الأمين الأول على ذاكرة شهدائنا كما قال مراد ديدوش«. وضم المتحدث صوته إلى مجموعة الأصوات التي أبدت رفضها لهذا الاعتذار المزعوم مثل الطاهر وطار وبوطاجين وكل من نزعوا من قائمتهم الأدبية اسم يوسف زيدان، مضيفا» وليكن هذا المخلوق كائنا من كان، وليكن مزيجا من نجيب محفوظ وتشارلز ديكنز وفكتور هوغو وتينسي وليامز وهمنغواي ولوركا وعشرات غيرهم، ولكن اعتذاره مرفوض اليوم وغدا وبعد غد، تماما مثل اعتذارات أخرى قدمت أو على وشك أن تقدم من محامين حرقوا العلم الجزائري وإعلاميين وسياسيين نفذوا تعليمات غبية نسيت التاريخ وتجاهلت الجغرافيا واستهانت بقيم الأخوة« واستطرد قائلا »ما يمكن أن يقبل من السوقة والدهماء لا يمكن أن يقبل ممن ينسبون أو ينتسبون للفكر وللثقافة، ومن يعتبرون طليعة الأمة ورواده« وفي الأخير دعا المتحدث الكاتب المصري إلى الابتعاد عن الجزائر تماما مفيدا » ومن الخير للسيد زيدان أن يعطينا الفرصة لكي ننساه، وأن يبتعد عنا تماما، لأن مجرد ورود اسمه يخلق ضبابا قد يحجب المواقف النبيلة لعشرات من رجال الفكر والثقافة والفن في مصر، لم يتنكروا للأخوة ورفضوا الإسفاف وواجهوا ضغوط الغوغاء ومساومات السلطة، ومن الخير للرفقاء هنا ألا يحملوا أنفسهم ما لا طاقة لهم به«.