تبقى النفايات المنزلية والصناعية واحدة من أكبر المشاكل التي تؤرق كاهل بلديات ولاية إيليزي، ويأتي هذا في ظل النقص الفادح لوسائل وآليات الرفع والتجميع ناهيك عن محدودية الوسائل المادية والبشرية للبلديات في نقل النفايات إلى أماكن التجميع والمفرغات العمومية والتي تعرف فوضى لا مثيل لها، فالنفايات المجمّعة من قبل مصالح النظافة التابعة للبلديات قد يتم تفريغها في غالب الأحيان في أماكن محددة لهذا الغرض أما ما هو خارج السيطرة من البقايا والنفايات الصلبة التي ترمي بها مختلف المؤسسات والأشخاص في أماكن غير مرخصة في ظل غياب هيئات رقابية يمكن لها أن تضمن الانضباط في التخلص من هذه النفايات• وفي سياق الحديث عن هذا الموضوع، كانت ولاية إيليزي استفادت من دراسة خاصة بالمخطط التوجيهي لتسيير النفايات الصلبة الحضرية انتهت به الدراسة سنة 2004 والتي بقيت مجرد حبر على ورق ولم تر النور إلى التطبيق إلى غاية يومنا هذا• ضف إلى ذلك، مشاريع إنجاز مراكز الدفن التقني المنتهية بها الأشغال منذ 2004 عبر بلديات ايليزي، جانت، وإن أمناس، والتي كلفت خزينة الدولة مبلغ 12 مليار سنتيم، لكن التأخر في استغلال هذه المرافق كان بسبب تعطل إجراءات إنشاء المؤسسات المكلفة بتسييرها، والتي رغم إنشائها ما زالت لم تتحكم في الوضع هذا ما جعل هذه المراكز عرضة للتخريب والإهمال والسرقة• وإلى أن يهتم المسؤولون في ولاية إيليزي بهذا الموضوع، تبقى المفرغات العشوائية والتقليدية الوجهة المفضلة لمن يريد التخلص من النفايات، حيث رن المتجول بمختلف بلديات الولاية يلاحظ أن الأودية والشعاب وحتى حواف الطرق أصبحت المكان المفضل لكل من يريد التخلص من النفايات• وبمدينة جانت السياحية يتم التخلص من النفايات بالشعاب المتواجدة شرق المدينة والتي تعتبر واحدة من الطرق المؤدية إلى هضبة التاسيلي والتي يمر عبرها السياح الأجانب والذين يزورون المدينة• مع العلم أن عودة هذه النفايات إلى المدينة أمر حتمي مع سيلان الوديان والتي تحيط بالمدينة من كل جهة• وإلى أن يضع المسؤولون بإيليزي موضوع النفايات في صلب اهتماماتهم، تبقى الولاية في خطر حقيقي إلى غاية إشعار لاحق•