أعادت الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال عبوره الأجواء الفرنسية أمس، بعضا من الدفء للعلاقات بين الجزائروفرنسا، وبينت موقف الجزائر الرامي إلى إذابة الجليد الذي ساد العلاقات في الآونة الأخيرة، وهو ما يعزز توقع بعض الأطراف المهتمة بترقب لقاء بين الرئيس بوتفليقة ونظيره الفرنسي بقمة كوبنهاغن• وحملت برقية بوتفليقة التي وجهها خلال توجهه لحضور قمة كوبنهاجن بالدانمارك، حول التغيرات المناخية، تجاوبا مع التحركات الدبلوماسية التي بذلتها الحكومة الفرنسية لاستمالة الطرف الجزائري، وقال الرئيس ''يطيب لي وأنا أعبر أجواء التراب الفرنسي، أن أعبر لكم عن أحر وأصدق التحيات، متمنيا لكم موفور الصحة والهناء، والتقدم والازدهار للشعب الفرنسي''، مضيفا ''إنني اغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن ارتياحي الكبير، للتطور الهام الذي تعرفه العلاقات بين بلدينا، مؤكدا لكم التزامي الشخصي بالعمل على مواصلة تعزيزها وتثمينها أكثر''• وجاءت تصريحات الرئيس، ووعوده بالمضي قدما بالعلاقات الثنائية، كرد على المساعي الدبلوماسية السياسية والاقتصادية التي قامت بها فرنسا مؤخرا، وخاصة بعد الزيارات التي نشطتها وفود اقتصادية فرنسية، أكد مسؤولوها أنهم على استعداد للتأقلم مع القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخرا، وأدت برأي المراقبين إلى تعميق برودة العلاقات السياسية بين البلدين، والتي اشتدت حدتها بعد أن حاولت فرنسا استخدام أوراق ضغط على الجزائر كقضية الدبلوماسي الجزائري حساني، ومثلها اتهام جنرال فرنسي للجيش الجزائري بالضلوع في اغتيال رهبان تيبحيرين سنة ,1996 والإمعان في تمجيد الاستعمار الفرنسي وتكريم رموزه من الجنود الفرنسيين والحركى، لكن سرعان ما اكتشفت أنها لا تفي بالغرض، بل جعلت من المسافة بين الجزائر وباريس تتباعد والعلاقات تتكلّس• وبينما سيكون حضور رئيس الجمهورية في قمة كوبنهاغن قويا، خاصة وأن الجزائر مفوضة للحديث باسم القارة السمراء في هذه القمة، حيث سيرافع من أجل مصالح الجزائر وإفريقيا، كجزء من موقع الجزائر في مخطط ''النيباد'' ، لا يستبعد أحد أن ساركوزي سيغفل عن عقد لقاءات على هامش قمة كوبنهاكن لتثبيت مصالح بلاده في إفريقيا كالعادة، وتمرير رسائل توحي بتعاطف الإيليزي مع انشغالات إفريقيا، وخاصة الفرانكوفونية منها، وتلك المطلة على حوض المتوسط، على غرار تعاملها مع مسائل التنمية والفقر، دون أن تلتزم بوعودها•