تؤكد تقديرات خبراء الاقتصاد واستنادا إلى المعطيات التي يقدمها المركز الوطني للإحصائيات، وبعض تصريحات سفراء الدول التي تسجل حضورا قويا في السوق الوطنية، أنه خلال سنة ,2009 قد أعلنت عن خسارة مصر لعلاقاتها البينية مع الجزائر، إذ كانت تعد من أكبر المستثمرين بالسوق الوطنية خارج المحروقات في وقت سابق، في حين أعلنت عن اعتلاء إيطاليا صدارة المتعاملين الأجانب• تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، بلوغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر ومصر خلال ال 6 أشهر الأولى من السنة المتقضية 9,358 مليون دولار، واعتبرت مصادر من سفارتها بالجزائر، أن مصر أكبر مستثمر بالسوق الوطنية خارج المحروقات، إذ بلغ حجم الاستثمار الإجمالي 2 مليار دولار• إلا أن ما حدث قبل وبعد المباراة الفاصلة بين الفريقين الجزائري والمصري في تصفيات كأس العالم بأم درمان في السودان، غيّر مجرى العلاقات البينية وأحدث شرخا اقتصاديا بين البلدين، ترجمته القطيعة التجارية، رغم تسجيل بعض المبادلات البينية، ولكن تبقى مصر أكبر الخاسرين، نظرا لما لها من شركات استثمارية بالجزائر، على غرار أوراسكوم تيليكوم في الهاتف النقال، ومصنع الإسمنت، والبناء، والشراكة الاستثمارية والتجارية بين كاريازي المصرية وبن جابر الجزائرية للتجهيزات الكهرومنزلية، وكذا فاركو المصرية وصوبروفال الجزائرية للأدوية، إلى جانب شركات أوراسكوم والسد العالي في مشاريع الكهرباء، ومؤسستا المقاولون العرب والتنمية العمرانية في قطاع السكن••• فإن استمرت القطيعة، ستسجل مصر خسائر كبيرة في عائداتها الخارجية، ولن تخسر الجزائر في المقابل أي شيء، لغياب الاستثمار الجزائري بمصر، عدا بعض المساهمات دخل بها جزائريون في 59 شركة مصرية منذ 1970 إلى غاية أكتوبر الماضي، حسب إحصائيات مصرية رسمية، بلغت 5,90 مليون جنيه• في حين عرفت العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا انتعاشا كبيرا خلال ,2009 حيث تصنف إحصائيات المركز الوطني للإحصاء هذا البلد وصيفا للولايات المتحدةالأمريكية من حيث الواردات، إذ تستورد الولاياتالمتحدة نسبة 83,16 بالمئة من إجمالي صادرات الجزائر نحو الخارج، فيما تستورد إيطاليا 33,16 بالمئة، فيما تأتي وصيفة لفرنسا من حيث الصادرات، إذ تصدر فرنسا للجزائر 43,15 بالمئة من إجمالي واردات الجزائر الخارجية، في حين تصدر لنا إيطاليا 10,9 بالمئة، وبالتالي تكون إيطاليا التي يتعدى حجم المبادلات البينية بينها وبين الجزائر 11 مليار أورو خلال السنة الجارية، وبنسبة نمو تصل 67 بالمئة، قد حققت مكانة هامة لها ضمن المتعاملين الأجانب في السوق الوطنية، في ظل تراجع نسب الدول الأخرى بسبب الأزمة العالمية وإجراءات الاستثمار الجديدة التي أقرتها الحكومة• عبدو• ج