يشكو زبائن علامة “شفرولي“ من ندرة كبيرة في قطاع الغيار الأصلية في السوق، الأمر الذي يجبرهم على الاستعانة بالقطع المقلدة التي عادة لا تنجح في إصلاح الأعطاب أو تؤدي بصاحبها إلى الهلاك، جراء تسببها في حوادث مرور مريعة تشهها طرقاتنا بصفة يومية الزبائن مستاؤون من طول انتظار مواعيد إصلاح الأعطاب وفي المقابل أرجع مسؤولو “شفرولي“ التابعة للوكيل “ديامال“ المشكل للموردين الذين يتعمدون إغراق السوق بقطع غيار مقلدة، مؤكدين على أن خاتم “جي أم“، الدليل الوحيد على أصلية قطع الغيار لمختلف أصناف سيارات “شفرولي“ و“دايوو“ التي أصبحت تابعة لشركتهم. اتجهنا صبيحة أول أمس، إلى فضاء الصيانة ل “شفرولي“ بباب الزوار بالعاصمة، الذي يمتلك مدخلا صعب الإيجاد للوهلة الأولى، وتقدمنا من فضاء عرض السيارات، حيث تم توجيهنا إلى مصلحة خدمات ما بعد البيع، وبالضبط إلى مسؤولي مكتب الميكانيك، أين تلقينا شروحات خاصة بإشكالية قطع الغيار المقلدة التي يعاني منها الزبائن، الذين وجدناهم يتوافدون على الفضاء بالعشرات، لإصلاح أعطاب تمس محرك السيارة أو الجانب الكهربائي. وأكد لنا ممثلو هذا الفضاء، أن “شفرولي“ توفر قطع غيار أصلية، يُطبع عليها بخاتم “جي أم“ بالفرنسية للدلالة على النوعية الأصلية، ويتم استخدامها لإصلاح أعطاب السيارات التي تدخل الفضاء، لاسيما التي لا تزال في فترة الضمان المقدر بسنتين و100 كلم سير، وفق القانون الجديد ل2010، وأرجع أحد محدثينا تسجيل الأعطاب بسبب قطع الغيار المقلدة إلى حركة السير داخل المدن التي تسبب عادة إتلافا في دواسات السرعة “الأمبرياج“، وأكد على ارتياحه بتوقيف قروض الاستهلاك، التي خلفت كوارث في السياقة، تسببت في أعطاب ميكانيكية، استهلكت معظم مخزون قطع الغيار. أما عن وقوع الزبائن في قطع غيار مقلدة، فذلك حسبه راجع إلى المستوردين، الذين يبعثون بقطع غيار أصلية نحو الصين مثلا، لتصنيع قطع مقلدة وبخاتم أصلي، لذلك يتم تداول القطع المقلدة بالسوق الوطنية، نافيا ذلك أن يكون موجودا على مستوى فضاءات “شفرولي“. “إسطوانة بلاتوبيتي“ مقلدة تستورد من مصر وتباع ب 9 آلاف دج وفي وجهتنا التي رافقنا فيها ميكانيكي مختص، التقينا عند مخرج الفضاء بعدد من الزبائن، تحدثوا لنا عن بعض قطع الغيار المقلدة، على غرار “إسطوانة بلاتوبيتي“ التي تركب في دواسات السرعة “الأمبرياج“، تحمل خاتم “فاليو“، تصنع في مصر وتباع هنا بسعر 9 آلاف دج، تسير بها السيارة لمدة 6 أشهر وتنتهي صلاحيتها. وأكدوا لنا غياب قطع الغيار الأصلية بغير فضاءات “شفرولي“، التي ملّوا طول الانتظار بها لأخذ موعد لإصلاح عطب سيارته. وتساءل أحد الزبائن “كيف أنتظر مدة 15 يوما أو شهر لإصلاح عطب يستدعي المعالجة الآنية، لذلك نلجأ إلى ميكانيكي خارج الفضاء، وهناك تبدأ لعبة قطع الغيار المقلدة“، وقال آخر أنه غيّر “جوان غيد“ المرتبطة بالصمامات في المحرك عند أحد الميكانيكيين، فأصبحت سيارته تدخن في حينها، لأن القطعة المستبدلة مقلدة. ويصل الحد بالميكانيكيين إلى تلقي الشتم والسب، بسبب هذه القطع المقلدة، لعدم وجود الأصلية في السوق، وذلك ليس ذنبهم بل ذنب المستوردين الذين يتعمدون المتاجرة لكسب الأرباح على حساب السيارات، وجيوب السائقين وأرواحهم. “الطايوان“ والغش في قطع غيار المستوردين بأسواق باتنةوغرداية ويكون المستوردون الذين يسيطرون على أكبر أسواق قطع الغيار بالجزائر، بكل من غردايةوباتنة، وراء الغش، ويعترف أحد تجار الجملة، أنه يقتني قطع الغيار من بني ميزاب بغرداية، وهي مقلدة “طايوان“، ويتم بيعها تقريبا بسعر القطع الأصلية، مثلا “بوبينة“ الكهرباء، تسوق ب9 آلاف دج ومن دون ضمان، وكذا “الكابتور“ الذي يصل سعره إلى 12 ألف دج، وقد لا يصلح، وبالتالي فلن تتحرك السيارة، لأنه المشغل الأول للمفتاح، ونفس الشيء بالنسبة “للمانو“. فيما يتعرض تجار الجملة والتجزئة أيضا للشتم والضرب أحيانا بفعل قطع الغيار المقلدة التي يبيعونها، بالرغم من أنه “لا علم لهم بأصليتها من عدمها“، وبالتالي فإن المشكل عند شركة “شفرولي“ يكمن في الخاتم الأصلي “الفريفة“ بما أنها توفر القطع الأصلية بفضاءاتها، لكن الزبائن يعانون التقليد خارج هذه الفضاءات، وإن لجأوا إلى هذه الأخيرة فإن الإنتظار سيضّر بهم وبسيارتهم.