ظلت بلدية الخميس بالجلفة، طوال السنوات الأخيرة، عبارة عن مجمع سكني لا يصلح إلا لنوم السكان، فهي بلدية لا تتوفر على أبسط الضروريات. الحديث عن الحياة بهذه البلدية يثير في نفوس سكانها الكثير من الأسف والحيرة، فالبلدية أعطت الكثير ولم تنل شيئا، يقول السكان.. فهي لا تزال عبارة عن مجمع سكني غير متناسق العمران به أحواش عتيقة وأكواخ موزعة على مناطق بوميدونة والصقيعة والخنقة وغيرها. ورغم بساطة عيش السكان وقساوة الطبيعة والحياة، ظلت خدمة الأرض وزراعتها القاسم المشترك للسكان ومصدر رزقهم. وباعتبار أن المنطقة فلاحية بالدرجة الأولى، فقد ظلت بحق عصب الزراعة بولاية الجلفة بالنظر لوفرة أراضيها الشاسعة وغناها بالمياه الجوفية.. ورغم قلة الإمكانيات واعتماد المزارعين على الوسائل البدائية في استغلال الأراضي إلا أن محاصيلها لا تزال معتبرة. هذه الإرادة، التي لمسناها عند أهل الخميس في خدمة الأرض، بدت الآن غير صامدة أمام المشاكل الإدارية، سيما عندما يحاول الأبناء والأحفاد الاقتراب من الإدارات والبنوك لعصرنة نشاطهم الفلاحي. وفي هذا الشأن، حاول البعض منهم تجسيد مشاريع فلاحية، لكنهم يئسوا من انتظار الموافقة على القروض وغيرها من الإجراءات، فحتى عملية الإمتياز الفلاحي الجماعي بالمنطقة فشلت، إذ علمنا أن هناك أربع مجموعات اعتمدت في المنطقة. وبعد تجهيز الآبار وتهيئة الأرض وغرس الأشجار اصطدم هؤلاء بمشكل تسوية العقار، الأمر الذي أدخلهم في دوامة البحث عن مخرج لهذه الأزمة. أما في الشق الاجتماعي، فلا يزال سكان الخميس ينتظرون التفاتة جدية من المسؤولين لبرمجة مشاريع تنموية بالمنطقة، فقطاعات التعليم والصحة لا تزال تعرف نقائص كبيرة أهمها مشكل التأطير والهياكل. وفي هذا الشأن يقول بعض أعيان المنطقة أنهم راسلوا وكلموا العديد من المسؤولين في زيارات عديدة لكن لا شيء تحقق، وكل شيء يبقى مجرد وعود يقابلها يأس من طرف المواطنين. ويأمل سكان الخميس أن يقوم الوالي بمراجعة نقائص هذه البلدية والوقوف على احتياجات سكانها لا سيما في المجال الفلاحي كونها منطقة يرشح أن تكون ذات مستقبل واعد، إذا ما تم استغلال إمكانياتها بطريقة جيدة.