هكذا تمّ الهجوم على سجن لامبيز أجلت أول أمس، محكمة جنايات العاصمة، معالجة قضية ما يعرف برفقاء "البارا". * القضية مذكور فيها أربعة من شركاء (عمار صايفي) المكنى (عبد الرزاق البارا) القيادي في (الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، والذي أعلن مؤخرا توبته من النشاط المسلح، وهو ما يجعل هذه القضية ذات أهمية، باعتبارها أول ملف يعالج (لعبد الرزاق البارا) بعد إعلان توبته. فالمتهمون الأربعة المذكورون في القضية وهم (ن. عطية) المكنى (صالح أبو أيوب)، (ق. عبد المجيد) المكنى (عاصم أبو عقبة) و(ب. عبد الباسط) أدلوا بتفاصيل مهمّة ومثيرة عند التحقيقات الأولية معهم، ومنها خطة اقتحام سجن (لامبيز) بتازولت بباتنة في رمضان 1994. وتسهيل هروب 1200 سجين توزعوا على مختلف الجبال وذلك بتواطؤ حارسي السجن، كما تحدثوا عن عملية اختطاف 32 سائحا أوروبيا في صحراء الجزائر، وطريقة حصول (البارا) على الفدية المالية مقابل إطلاق سراحهم. والغرض الذي وجهت إليه تلك الأموال، المتمثل في الأسلحة الثقيلة وحتى الصواريخ من دولة تشاد. * وعليه، سيتابع المتهمون الأربعة بجناية الانخراط في جماعة إرهابية، تنشط بالخارج، المتاجرة واستيراد الأسلحة، اختطاف رعايا أجانب، المساس بأمن الدولة ونشر التقتيل. كما تحدّث المتهمون الأربعة عن طريقة تولية (نبيل صحراوي) المكنى (أبو ابراهيم) الإمارة. * ومما ورد من تفاصيل على لسانهم، حول اقتحام سجن لامبيز هي استيلاء الإرهابيين على 50 مسدسا من نوع (ماكروف) و(توكاريف) وثلاثة رشاشات جماعية و50 قطعة سلاح أخرى، إضافة إلى 15 قنبلة مسيلة للدموع ومجموعة من الأغلال. كما تحدثوا عن الخلافات التي ظهرت ساعتها بين (نبيل صحراوي) أمير منطقة الشرق وبين أمراء السرايا، بسبب تطبيقه للتعليمات الصادرة عن الأمير الوطني للجماعة المسلحة أنذاك (عنتر زوابري)، وأسفر الخلاف عن عقد مؤتمر وطني كان من نتائجه إنشاء (الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، كما كشف المتورطون بأن (عبد الرزاق البارا) كان يسعى لشراء صواريخ بعيدة المدى ومتطورة، لكنه أوقف رفقة مجموعته من طرف مسلحين تابعين لمنظمة تشادية. يتحدث قرار إحالتهم أيضا عن المنطقة التاسعة التي كان يرأسها (مختار بلمختار) المكنى (الأعور) وكيفية استيلائه مع جماعته على العديد من السيارات رباعية الدفع ملك لشركات أجنبية مختصة في التنقيب على البترول في الصحراء الجزائرية، وذلك خلال شهر رمضان 2001، باعوها بعدها لمواطنين موريتانيين ونيجيريين بمبالغ تراوحت بين 5 و6 ملايين فرنك إفريقي للسيارة الواحدة، واستعملت تلك الأموال في شراء أسلحة، كما تحدثوا عن حلقات كان ينشطها المكنى (أبو محمد) وهو يمني الجنسية، يحث فيها المسلحين على إقامة (الدولة الإسلامية) بالجزائر بالقوة، لكنه تمّ القضاء عليه في كمين لعناصر الجيش الوطني الشعبي. * كما أنكر المتهمون الأربعة في تصريحاتهم الأولية بأن (البارا) أنشأ كتيبة في الصحراء الجزائرية، أطلق عليها اسم (طارق بن زياد) وعيّن على رأسها المدعو (عبد الحميد أبو زايد). * وقد أجلت محكمة جنايات العاصمة الفصل في القضية إلى الدورة الجنائية المقبلة. *