امتعض رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، بوعلام مراكش، للسياسة التي يتبعها الشركاء الأجانب بنظرتهم للجزائر على أنها سوقا تجارية، من غير الطرح المتوازن للاستثمارات المشتركة لبعث منتوج جزائري تكون فيه لمسة الخبرة الأجنبية مقياسا للتسويق الخارجي. وعلى هامش ندوة التعاون المشترك بين الجزائر والتشيك، أمس بفندق السوفيتال، التقينا بالسيد مراكش، الذي عاد بنا إلى عهد العلاقات المتينة بين الجزائر وتشيكوسلوفاكيا خلال العهد الاشتراكي، غير أنه تمسك بجدّية تعاملاتهم وحسن نواياهم الاستثمارية، رغم تغير نمط الاقتصاد إلى الليبرالية. كما دعا المؤسسات الوطنية إلى التعاون مع المؤسسات التشيكية في كل الشعب الصناعية والتفتح على السوق الدولية، لكن ليس على حساب إهدار الأموال الجزائرية، ويجب استغلال الأزمة العالمية لتأهيل الكفاءات المحلية وترقية مختلف المؤسسات المنتجة. ويقول مراكش "نريد سوقا داخلية قوية، تمكن الحكومة من بناء علاقات خارجية تكون في صالح تجارتنا، مع الإعداد لشراكة متوازنة تتساوى فيها مؤسساتنا مع الشريك الأجنبي في التسيير وتقنيات التصنيع"، وإذا أرادت مؤسسات التشيك فعلا الاستثمار في الجزائر، يضيف محدثنا، عليها أن تتجاوز "عقلية" السوق التجارية، وأن تجلب معها ما يخدم اقتصاد الدولة للخروج من أحادية القطب (المحروقات) نحو تعددية أقطاب التصدير، وفي المقابل على الجزائر أن تستخدم المال العام في دعم القطاع المنتج وتسيير الصفقات التجارية بأطر قانونية، مع تطبيق الإجراءات الجديدة التي أقرتها الحكومة كاملة، في مضمون عقود الشراكة التي يتم إبرامها مع الأجانب.