في رسالة مرفوعة إلى السلطات تضمّنت العديد من الانشغالات والنقائص التي تعيشها حوالي 500 عائلة من سكان مشاتي العديلة وبرزقان، التابعتين لإقليم بلدية الماء الأبيض، يطالب هؤلاء من خلالها باتخاذ تدابير عملية لرفع الغبن عن هذه العائلات التي لا تزال تئن تحت رحمة الظلام وأزمة العطش والعزلة بسبب انعدام المسالك والطرقات لضمان تنقل في راحة ملائمة. الظروف القاسية ساعدت على تفشي عدة عوامل اجتماعية مست شريحة كبيرة من ساكني هذه المناطق الذين يمتهنون حرفة خدمة الأرض وتربية الماشية كمصدر رزق يعولون به أسره، كما أن وضعية تدهور شبكة المسالك جعلتهم في عزلة عن العالم، خاصة عند تساقط الأمطار لتصبح عائقا أمام وسائل النقل، خاصة للأبناء المتمدرسين الذين يلجأون في فصل الأمطار للركون إلى المنازل ويفضلون عدم الالتحاق بالمدارس وهذا للانعدام التام لوسائل النقل. العطش عامل آخر من عوامل المعاناة التي تعرفها المنطقة، حيث تتحول حياتهم إلى جحيم صيفا، وتبقى الإنارة الريفية حلما عند أهالي مشاتي هذه المناطق، الذين لا يزال الكثير منهم يستعمل الوسائل البدائية لإنارة سكناتهم على الرغم من أعمدة الكهرباء التي تمر بالقرب من منازلهم والوعود التي منحتها لهم السلطات بإنجاز مشاريع من أجل إدخال الكهرباء.