يشرف اليوم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني على انطلاق المؤتمرات الجهوية الستة للحزب تحضيرا للمؤتمر الوطني المقرر في 19 مارس الجاري، وهي الفرصة التي سيقيم من خلالها بلخادم جاهزية قواعد وإطارات الحزب من عدمها لإنجاح المؤتمر التاسع وسط ظروف توحي بخلافة نفسه لعهدة ثانية على التوالي. يترأس ابتداء من اليوم الأمين العام للأفالان، عبد العزيز بلخادم، أشغال المؤتمرات الجهوية الستة للأفالان، التي تعقد بمحافظات سطيف، قسنطينة، الجزائر العاصمة، الأغواط، غليزان ووهران، في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 مارس الجاري، وهي محطات تعد بمثابة لمسات أخيرة تحضيرية للمؤتمر التاسع المقرر الأسبوع المقبل، من خلال مناقشة لوائح النصوص والمشاريع التي صادق عليها المجلس الوطني في دورته الأخيرة، وتتمثل في تعميق الهيئة المرجعية والفكرية للحزب. وفي هذا السياق، يطرح الحزب، لأول مرة، مسألة الرئاسة الفعلية، بالإضافة الى الرجوع إلى الهيئات القديمة للحزب، وهي اللجنة المركزية بدلا من المجلس الوطني والمكتب السياسي بدلا من الهيئة التنفيذية. كما تناقش هذه المحطات مشروع اعتماد هيئة للتنسيق، وهي الهيئة التي تتكون من إطارات الحزب، من برلمانيين ووزراء وسفراء، تعمل تحت إشراف الأمين العام. من جهة أخرى، تسلم الأمين العام للحزب، أمس الأول، جميع التقارير الخاصة بانتخاب المؤتمرين المزمع حضورهم المؤتمر، بتعداد، ركز لأول مرة، على عنصر الشباب والنساء ب 1084 مندوب، بعد أن قرر إعادة انتداب مؤتمري ولاية معسكر والنعامة بسبب ما أسماه وجود اختلالات في إجراء العملية. وفي سياق التنافس على منصب الأمانة العامة، لايزال عبد العزيز بلخادم يملك كل الحظوظ لخلافة نفسه على رأس الأمانة العامة للحزب، وهو ما أشار إليه سعيد بوحجة، الناطق الرسمي للحزب، في تصريح ل “الفجر”، خاصة مع انعدام منافسين في الوقت الحالي، لاسيما بعد أن نفى سفير الجزائر بالقاهرة أن يكون له طموح في منصب الأمين العام. وحسب بوحجة، فإن حظوظ استمرار بلخادم على رأس الحزب العتيد تعود الى عدة اعتبارات، منها الثقة التي يحظى بها من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره رئيسا شرفيا للحزب، بالإضافة الى نجاحه في توحيد صفوف الحزب وإخراجه من بؤرة الانشقاقات وصراع الأجنحة، الذي لازمه قبل وبعد رئاسيات 2004.