عبّر سكان بلدية سرغين، الواقعة على حدود بين ولايتي تيارت والجلفة، عن استيائهم من الوضعية التي أصبح عليها حمام سيدي عيسى المعدني، إلى درجة أنه فقد سمعته وعزفت أعداد كبيرة من العائلات عن الذهاب إليه. وتضم بلدية سرغين النائية أكبر محطة معدنية في الجهة، حيث صنفها الأخصائيون ضمن المركبات الهامة على المستوى الوطني، نظرا لما تحتويه مياهه المعدنية من مواد استشفائية لأمراض عديدة كالروماتيزم وأمراض المفاصل والأمراض الجلدية المختلفة وحتى مرض المعدة. كما اعترف العديد من الأطباء والأخصائيين بوجود مواد عضوية ترفع من درجة حرارة المياه إلى 80 درجة مئوية. وفي هذا الصدد، أبلغنا مواطنو الجهة أن هذا المركب فقد سمعته الوطنية من خلال تدني مستوى الخدمات به، قابلها ضعف الوسائل وقدمها وعدم قابليتها للاستعمال. وما زاد في تدهور وضعية هذا المركب، الحالة التي آلت إليها غرف الأرضية “الحارة” المخصصة للعلاج، حيث كشفت المعاينة انعداما كليا للنظافة ومشاهد تتقزز منها النفوس، الأمر الذي يعيق العلاج بها بعد نفور الزوار منها. وحسب بعض مرتادي هذا الحمام، فإن هذا الوضع نتج عن غياب كلي للمسؤولين الذين أُبلغوا بالحالة السيئة التي توجد عليها قنوات الصرف الصحي، أما عن الإيواء الذي تضمنه 40 غرفة فردية يضمها المركب، فالوضعية لا تقل تدهورا عن سابقاتها، فحسب مرافقينا من أهل البلدية، فإن أقل وصف لحالتها كان أنها لا تصلح لمبيت الحيوانات. أما السكنات ذات الثلاث غرف فقد استحوذ عليها أشخاص منذ مدة بطرق غير قانونية والسلطات المحلية على علم بذلك. بعض الزوار القدامى لهذا الحمام أبدوا أسفهم الكبير لأوضاع الحمام الذي كان في السنوات الماضية مركبا سياحيا بكل المواصفات، إلا أن حالته ساءت في ظل العشرية الماضية وازدادت بداية سنة 2000 إلى غاية يومنا هذا. وتساءل سكان المنطقة عن أسباب ترك وزارة السياحة والمديريات الوضع على حاله إلى درجة أن غرفه باتت مكانا للعقارب، وهو ما اصطدم به زواره في مرات عديدة. ورغم مباشرة بعض الأشغال كالفندق وبناء غرف أرضية خاصة لاستحمام النساء، لا يزال الحمام يعاني من بعض النقائص ومنها الإيواء.