عرف الصالون الثالث للتوظيف، الذي احتضنه رياض الفتح بالعاصمة، إقبال آلاف الشباب الذين يشحنهم أمل كبير في الهروب من فكي وحش البطالة القاتل، والظفر بمنصب شغل محترم في إحدى المؤسسات الحاضرة الوطنية والأجنبية آلاف السير الذاتية تتهاطل على شركات الإتصالات من خلال تجوال “الفجر” بين أجنحة الصالون، تحدثنا إلى العديد من الشبان ذوي الشهادات و خريجي الجامعات من مختلف التخصصات وهم يتنقلون بين أجنحة الصالون حاملين العشرات من السير الذاتية ويقومون بتسليمها في كل مكان، فهم لا يدرون أي مؤسسة سيظفرون فيها بمنصب عمل شريف معلقين كل الأمل على هذا الصالون ومتفائلين به. الآلاف من خريجي الجامعات يطرقون أبواب المؤسسات كل يوم الآنسة مريم، متحصلة على شهادة مهندس دولة في الإلكترونيك، قالت وهي تسلم نسخة من سيرتها الذاتية لإحدى المؤسسات أنها تطمح للعمل، لا يهمها نوع الشركة بقدر ما يهمها الظفر بمنصب عمل مستقر، خاصة أنها تخرجت من الجامعة سنة 2007 ولحد الآن لم توفق في الحصول على وظيفة. من جهته إسماعيل، تقني سامي، قال إنه يعمل الآن في أحد مقاهي الأنترنت ولكنه لم يتوان في إيداع سيرته الذاتية لدى العديد من الشركات.. يقول “من يدري ربما أحصل على وظيفة أحسن”. أما نسيم فقال: “الصالون وفر علينا الكثير من الجهد فبدل التنقل إلى كل مؤسسة على حدة، يمكن الشباب من الإلتقاء بالعديد من رؤساء المؤسسات والتحدث معهم، وتسليم السير الذاتية للعشرات من الشركات في يوم واحد، وإن لم نظفر بمنصب شغل فإننا نستفيد من التقرب من المؤسسات والتعرف عليها. المؤسسات تستقبل السير الذاتية وتأمل التقليل من البطالة “الفجر” في استطلاع لآراء أصحاب المؤسسات حول طرق الإختيار بين آلاف السير الذاتية المتهاطلة عليها، أكدوا أنهم يأملون التخفيف ولو بنسب قليلة من البطالة وتوفير مناصب شغل لمن يستحقها بكل نزاهة وموضوعية.. بعيدا عن البيروقراطية وسياسة “المعرفة”.. البداية كانت مع باشطارزي ندير، مدير الموارد البشرية بمؤسسة للمعدات الطبية، قال إن عدد طالبي العمل تجاوز الألف، وأكد أن اختيار الموظفين سيكون وفق معايير علمية دقيقة، خاصة أن الشركة تعمل في قطاع الصحة وهو قطاع حساس، وقال “إن عملية الإختيار مسؤولية صعبة ونحن نتوخى الموضوعية ونبتعد عن البيروقراطية ونرفض سياسة “المعرفة والجهوية”، خاصة أن تصفية المترشحين تمر عبر ثلاث مرا حل، أولها الإختبار الشفهي ثم الكتابي وبعدها يوضع المترشح مع أصحاب المهنة، وهناك تظهر كفاءته من عدمها.. وبعد كل هذا يتم الاتفاق على ساعات العمل والراتب”. من جهته رابية سمير، إطار في مديرية الموارد البشرية باتصالات الجزائر، قال إن المؤسسة تشارك للمرة الثالثة في الصالون، والتي عرفت إقبالا كبيرا للشباب، خاصة أنهم لا يشترطون الخبرة ويطلبون أصحاب الشهادات وخريجي الجامعات من تقنيين ومهندسين، وخاصة أن اتصالات الجزائر تحتاج لعدد كبير من الموظفين كونها متعددة الفروع منها فرع الهاتف الثابت والهاتف النقال والأنترنت واتصالات الجزائر. وحسب المتحدث، فقد استقبل قرابة 2000 سيرة ذاتية، وقال إن اختيار الموظفين يبدأ بفرز أولي للسير الذاتية ثم استدعاء المترشحين واجتيازهم لاختبار شفهي يتم فيه تحديد مواهب وقدرات التمرشح الفكرية والذهنية. أما الآنسة لعربي من مؤسسة “هاند تو هاند”، فأكدت أن مؤسستها تعمل على استقطاب أكبر عدد من العمال من مختلف التخصصات ولا تشترط لا الخبرة ولا الشهادة الجامعية، ولكن شرطها الوحيد هو الكفاءة والديناميكية والإلتزام بأداء الوظيفة، خاصة أن المؤسسة خدماتية وتسهر على تلبية طلبات الزبائن سواء كانوا أشخاصا أو مؤسسات. وأضافت المتحدثة.. نسعى إلى توفير الوقت على الزبون وعليه نشترط الحيوية والجدية في العمل.