قدم الحقوقي حسين زهوان نظرة قاتمة السواد عن واقع الصحافة وحرية التعبير في الجزائر بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، ولخصها في غياب تعددية إعلامية وغياب حرية التعبير، وذهب إلى حد الحديث عن تحول بعض الصحف إلى قوة اضطهاد وأداة لكسر بعض القضايا أو الأشخاص. قال رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، حسين زهوان، في حديث ل”الفجر” في اليوم العالمي لحرية التعبير، إن نظرته لواقع الصحافة وحرية التعبير انتقادية جدا، والدليل أنه لا ينوي الاحتفال وسيكتفي بإصدار بيان لتسجيل الحضور، لأن لا شيء تغير حيث “الإهانات مستمرة وأوضاع الصحفيين مؤلمة والحديث عن تعددية إعلامية مجرد بلبلة”، حسبه. واعتبر حسين زهوان أنه “لا يمكن الحديث عن حرية التعبير إذا عاينا واقع الصحافة الجزائرية، التي يحكمها المال والإشهار والرقابة”، مضيفا أن “الإعلام يخضع إلى قوى معينة حولت بعضا من الصحف إلى “قوة اضطهاد” تعمل على كسر قضايا أو أشخاص معينين أو حتى بعض المذاهب، وصعبت من الحديث عن المهنية التي أبدا لا تتوفر إذا أحكمت هذه القوى الثلاث قبضتها على عالم الصحافة الذي بلغ العشرين سنة من عمر التعددية الإعلامية”. وركز المتحدث في معاينته على فئة الصحفيين وما يعيشونه، ولا ينقل للغير عكس القضايا والفئات الأخرى، واستعمل عبارة “عبيد العصر” للفت الانتباه إلى مجموعة من الصحفيين تعمل بأجر غير مقبول وأدنى بكثير مما هو مطلوب، مع الأخذ بعين الاعتبار المؤهلات والأقدمية، كما أكد على ضرورة إخلاء الساحة من بعض الصحفيين أو “المقاولين”، على حد وصفه، فقد قدم عددا من المقترحات التي من شأنها تحسين صورة الإعلام في الجزائر، ومن ضمنها إلغاء تجريم الصحفي وتخصيص دورات تكوينية للرفع من مستواه، وكذا إنشاء صندوق ضمان خاص بهذه الفئة بدلا من “الاستغلال” الذي تعانيه حسب نفس المصدر، بالإضافة إلى الالتزام بالاتفاقيات الجماعية، مبديا أمله في أن تتغير هذه المعطيات السلبية خلال السنوات القليلة القادمة بالنظر لأهمية الإعلام الذي يطلق عليه “السلطة الرابعة”، وصنع جيل قادر على أداء الرسالة على أكمل وجه، لأنه حاليا لا يوجد قوة مبلورة، حسب حسين زهوان، والذي فضل تسمية الصحفيين ب”العمال المثقفين”.