كشفت الطبيبة الجراحة في الأسنان، عائشة زغباني، من جامعة تونس، بأن هذا التخصص الجديد يعرف تطورا كبيرا في الدول الأوروبية لنجاعته رغم تكلفته التي تبقى مرتفعة وليست في متناول كل الشرائح، مشيرة بأن تونس تبقى رائدة في الدول العربية في هذا التخصص المختصون يؤكدون على نجاح كل العمليات في الجزائر وبدون مضاعفات وأن المئات من الجزائريين يتنقلون إلى تونس لزرع الأسنان بمبالغ تتراوح بين 10 و 15 مليون سنتيم، في حين التكلفة اليوم في الجزائر تتراوح بين 06 و 11 مليون سنتيم، حسب نوعية المادة المستعملة. وتطرقت زغباني، في تصريح ل “الفجر” على هامش فعاليات الملتقى الدولي حول زراعة الأسنان بجيجل، إلى أهم قواعد النجاح في هذا الميدان، والمتمثل أساسا في اعتماد تقنية التقضيم عن طريق البخار عوض الحرارة، وكذا شروط النظافة، والتكوين الجيد والفعال في التخصص لجراحي الأسنان، واقتناء الأجهزة الحديثة.. مشيرة إلى أن الجزائر بدأت تقطع أشواطا مهمة في هذا التخصص منذ حوالي 10 سنوات. من جهته، الدكتور كينيوار فريد، الذي أدخل هذا التخصص سنة 2004 إلى الشرق الجزائري وقيامه بزرع 104 سن، فقد أشار إلى أن كل العمليات التي قام بها كللت بالنجاح وأن زبائنه أبدوا ارتياحا كبيرا لاستعمال هذه التقنية، مؤكدا بأن زراعة الأسنان ليست لها أي مضاعفات، فقط لابد على المريض أن يتبع تعليمات ونصائح الجراح، وكذا الإقلاع عن التدخين والتبغ والمشروبات الكحولية. ومن أجل النجاح في هذا الميدان، يقول كينيوار.. لابد على جراحي الأسنان التحلي بالإرادة وحب التحصيل العلمي من خلال التكوين الجيد في التخصص بالخارج، مشيرا إلى أن الفرع النظامي الجهوي لجراحي الأسنان بقسنطينة، وبالتنسيق مع سلطات ولاية جيجل، يعتزمون إنجاز قطب نموذجي لزراعة الأسنان بجيجل لتطوير هذا التخصص وضمان تكوينات متواصلة للأطباء الجراحين. أما الطبيبة الجراحة في الأسنان، مسعي حسناء من سطيف، والتي تحصلت على تكوين في التخصص من تونس، وتواصل تكوينا أعلى بالولايات المتحدةالأمريكية، فقد أشارت إلى أنها بدأت عملية زراعة الأسنان منذ حوالي 07 أشهر بسطيف، وقد نجحت كل عملياتها، مفندة بعض الإشاعات التي تقول إن زراعة الأسنان قد تودي إلى الإصابة بالأورام السرطانية، حيث قالت إن هذا التخصص ظهر منذ 30 سنة على يد جراح العظام السويدي “برانمارك” والذي اخترع مادة “التيتان” لمعالجة مختلف الكسور ثم جاءته فكرة زراعة الأسنان، وأن كل المؤتمرات الدولية تفيد بأن التخصص ناجح وأنه لم تظهر في أي دولة مضاعفات أو إصابة زارع الأسنان بأي نوع من الأمراض، مؤكدة بأن كل جراح أسنان بإمكانه أن يكون زارعا للأسنان ناجحا إن تقيد بالمقاييس المعمول بها دوليا. من جهته، جراح الأسنان بوالدين عمر من الطاهير، فقد أشار إلى أن هذه التقنية ناجحة، إلا أنها تصطدم بعدة عراقيل، منها عدم قدرة الجراحين على فتح عيادات لغلاء التكاليف والتي تفوق 500 مليون سنتيم، إضافة إلى ارتفاع تكلفة السن الواحدة، وهو ما لا يكون في مستوى طموحات الشرائح الفقيرة، دون إغفال احتشام الإقبال على هذا التخصص في الجزائر لنقص ثقافة زراعة الأسنان عند غالبية الجزائريين.