كشفت مصادر مطلعة في واشنطن أن عددا من المهندسين الأمريكيين يقومون حاليا بتجديد قاعدة عسكرية مهجورة في شمال لبنان تمهيدا لتحويلها إلى قاعدة عسكرية أمريكية. وتقع هذه القاعدة على الحدود السورية و أيضا على بعد دقائق من مركز قيادة الأسطول الروسي بالبحر المتوسط الذي يقع في مدينة طرسوس السورية . وأكد مسؤول في البنتاغون أن التغير الجذري الذي طرأ على إدارة الرئيس جورج بوش تجاه لبنان جاء بعد المشاورات التي أجراها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ، الاميرال وليام فالون مع حكومة فؤاد السنيورة في شهر جويلية الماضي وأيضا بعد القصف الإسرائيلي الأخير لأهداف في العمق السوري. وحسب ذات المصادر التي أوردت أقوالها بعض المواقع على شبكة الانترنت ،فان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة سيحاول إقناع اللبنانيين بضرورة وجود هذه القاعدة بحجة المعاناة التي عاناها الجيش اللبناني في معارك نهر البارد. وخاض الجيش اللبناني معارك استمرت أكثر من ثلاثة أشهر مع تنظيم " فتح الإسلام " انتهت في الثاني من سبتمبر بسقوط المخيم. وقتل أكثر من 400 شخص بينهم 168 جندي و222 مسلح في قتال المخيم ، وكان أسوأ عنف داخلي يشهده لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 .. ومنذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فيفري 2005 تقف الولاياتالمتحدة بكل ثقلها إلى جانب سعد الحريري وحلفائه الذين باتوا يعرفون بقوى 14 مارس، وذلك من خلال الدعم السياسي وحتى المالي .. وتراهن إدارة جورج بوش على هذا الفريق من أجل تحقيق أهدافها في لبنان وفي المنطقة ككل، وعلى رأسها بسط مزيد من النفوذ عبر إقامة قاعدة عسكرية على غرار قواعدها في منطقة الخليج ، وتطبيع العلاقات اللبنانية الإسرائيلية في مقابل تقويض أعدائها في المنطقة وخاصة الثلاثي ،حزب الله اللبناني وسوريا وإيران . وبدوره يعول فريق 14 أذار على دور القوة الأولى في العالم من أجل تحقيق مطالبه الداخلية والتي يتقدمها إنشاء المحكمة الخاصة بمحاكمة الضالعين في اغتيال رفيق الحريري. وحماية نوابه وسياسييه من الاغتيالات الغامضة التي تستهدفهم ،بالإضافة إلى مساعدتهم في اختيار رئيس جديد للجمهورية اللبنانية ، في ظل الخلاف الموجود بينها وبين قوى المعارضة حول هذه النقطة .. وكان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري قد استقبل الأسبوع الماضي في البيت الأبيض من طرف الرئيس جورج بوش على مدى خمسين دقيقة بحضور كبار المسؤولين الأمريكيين يتقدمهم نائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي . وبعد انتهاء الاجتماع وصف بوش الحريري أمام الصحافيين ب "القائد العظيم" .. وذكرت إحدى الصحف اللبنانية أن إدارة بوش وعدت الحريري بتقديم مساعدات عسكريه للأجهزة الأمنية الخاصة بدلا من الجيش اللبناني الذي يتبنى عقيدة سياسية قائمة على اعتبار أن "إسرائيل عدو لبنان". كما استقبل الحريري الثلاثاء في نيويورك من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ،حيث أثار معه مسألة ضرورة توفر حماية دولية لنواب الفريق الحاكم في لبنان . كما أعلن السفير الأمريكي في الأممالمتحدة زلماي خليل زاد أنه بحث مع الحريري " الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الأممالمتحدة لحماية النواب اللبنانيين." ل //ل