قال الأستاذ والباحث في القضايا الاستراتيجية، الدكتور أحمد عظيمي، أن تأكيد الولاياتالمتحدة على عدم التدخل عسكريا في منطقة الساحل والقارة الإفريقية، ضد ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ليس بالجديد، إنما هو رد فعل طبيعي للموقف الإفريقي السلبي من قاعدة الأفريكوم. وأوضح أمس، أحمد عظيمي، في تصريح ل”الفجر”، أن تراجع الولاياتالمتحدة عن موقفها في إقامة قاعدة أفريكوم بإفريقيا، جاء بعد أن لاحظت عدم استجابة الأفارقة، ونظرتهم السلبية وعلى رأسهم الجزائر من الفكرة أصلا، حين رفضوا جملة وتفصيلا، التدخل الأمريكي المباشر على أراضي القارة الإفريقية مهما كانت الحجة. ووصف الخبير في العلاقات الدولية و الاستراتيجية، التراجع الأمريكي ب”تراجع تكتيكي مؤقت”، على اعتبار أن التدخل العسكري في شؤون الدول، لب الاستراتيجية الأمنية الدفاعية الأمريكية، بالإضافة إلى سياستها العامة التي تشجع على الإرهاب والتطرف، حسب تعبير المتحدث. ويأتي تصريح الخبير في الشؤون الإستراتيجية و العسكرية، الدكتور احمد عظيمي، ردا على ما قاله أمس، قائد القيادة العسكرية في إفريقيا “افريكوم”، الجنرال وليام وارد، أن بلاده لن تقوم بعمليات عسكرية مباشرة ضد تنظيم القاعدة في منطقة الساحل أو إفريقيا على العموم، وأشار إلى أن إدارة واشنطن “جاهزة لمواجهة الإرهاب في كل أنحاء العالم، وفق الإستراتيجية الأمنية الجديدة” للرئيس أوباما. وأضاف قائد الأفريكوم، المتواجد مقرها بشتوتغارت الألمانية، في لقاء صحفي أول أمس، من العاصمة تونس، “لسنا في إفريقيا للقيام بعمليات مباشرة ضد تنظيم القاعدة، نحن نحترم سيادة الدول، لكننا نقر بتقديم مساعدات، وجاهزون لمساعدة دول المغرب العربي لمواجهة أخطار تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ومكافحة التهريب”. مضيفا أنه من واجب الولاياتالمتحدة ملاحقة الجماعات الإرهابية، ومساعدة دول القارة الإفريقية، حسب تعبيره.