أكد السفير أنتوني هولمز، نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا »أفريكوم« للشؤون المدنية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تكن »احتراما هائلا للجزائر«، ونظرة إعجاب كبيرة إزاءها، مضيفا بأنه بلد مهم، وشاسع ومؤثر،واعتبر بان العلاقات مع الجزائر في تطور مستمر وأن الأولوية بالنسبة للأمريكيين والجزائريين في الوقت الحالي تتعلق بالجانب الأمني، وجدد من جهة أخرى التأكيد على عدم اهتمام واشنطن في الوقت الحالي بنقل مقر » الأفريكوم« إلى إفريقيا، وأوضح من جهة أخرى بأن «أفريكوم» تتعامل مع موضوع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من خلال العمل مع حكومات المنطقة،وليس عبر التدخل المباشر. قال نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا »أفريكوم« للشؤون المدنية، في حوار أجرته معه جريدة » الشرق الأوسط، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تكن احتراما هائلا للجزائر ، ونظرة إعجاب كبيرة إزاءها، مضيفا بأنها بلد مهم، وشاسع ومؤثر، وأوضح السفير أنتوني هولمز في نفس السياق » تاريخيا لم تكن لدينا علاقة وثيقة، وهي الآن على ما يرام ومحايدة«، واستطرد المسؤول الأمريكي قائلا: »وأعتقد أنه في القرن الحادي والعشرين توجد لدى الولاياتالمتحدةوالجزائر مصالح كثيرة مشتركة أمنية محايدة، وهذا كان جزءا من النقاش بيننا، وذلك بهدف تبادل الآراء والاستماع إلى انشغالات الجزائريين وأولوياتهم..« ، وبحسب نائب قائد » الأفريكوم « ثمة موضوع يشكل أولوية قصوى لدى الجزائر، وأولوية قصوى أيضا بالنسبة للولايات المتحدة، هو موضوع ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فكثير من أعضائه جزائريون، يؤكد أنتوني هولمز، ويتحركون عبر الحدود مع موريتانيا ومالي والنيجر، وحتى ليبيا، وبالتالي »ناقشنا هذه المشكلة، وناقشنا الحل، كما ناقشنا مسألة العمل مع بعض حتى نتأكد من أن علاقاتنا مترابطة، وأن هناك تواصلا بيننا، وعلى العموم هذه مجرد بداية في علاقاتنا«. وردا على سؤال حول تركيز ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، نشاطه على اختطاف الرعايا الغربيين من أجل الحصول على الفدية، وموقف واشنطن من هذه المسألة، أوضح نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا »أفريكوم« للشؤون المدنية: » نحن بكل تأكيد نعمل على أن نعزل هذه المجموعات، وحرمانها من التمويل المالي، إننا ندين عمليات الاختطاف«، وبخصوص سياسة «أفريكوم» إزاء تقديم الفدية، قال المسؤول الأمريكي أنه رغم كونه ليس خبيرا في السياسة الأميركية المتعلقة بذلك، بيد أنه توجد أمامنا، كما أضاف، قضايا مماثلة تتعلق بقرصنة البواخر في عرض السواحل الصومالية، وهو تشبيه حذر منه العديد من المراقبين ومن المختصين في المجال الأمني، وهذا بالنظر إلى تبعات هذا التحليل على استقرار المنطقة واعتبار مسألة التدخل العسكري في منطقة الساحل الإفريقي من قبل الدول الكبرى تحت ذريعة مكافحة اختطاف الرعايا الغربيين حق مكتسب اعتمادا على مرجعية الصومال، وهو بالفعل ما قاله نائب قائد »الأفريكوم«، لما أضاف »إننا نأمل في أن تكون هناك مجهودات دولية وإقليمية لمنع عمليات الاختطاف والقضاء على الخلايا الإرهابية في وسط الساحل والصحراء، فاختطاف الناس، وقتل جنود ماليين، والقيام باعتداءات في موريتانيا، واغتيال مواطن أميركي فيها أيضا، كلها أشياء تشكل انشغالات حقيقية بالنسبة لنا«. وأكد المسؤول الأمريكي بأن الانتقال من مجموعات سلفية تقوم بالوعظ إلى مكون ل»القاعدة«، يحمل في طياته تصميما على إرسال إشارة للتخويف، وهو ما تدركه أمريكا على حد قوله، واعتبر أنه في الأساس فإن تعامل الولاياتالمتحدةالأمريكية مع موضوع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من خلال العمل مع حكومات المنطقة، ولا نقوم بتدخل مباشر، مثل القيام بغارات وعمليات عسكرية، حيث أوضح »وكل ما نقوم به هو أننا نساعد جيوش المنطقة على تطوير حرفيتها، والعمل مع الحكومات من أجل وضع مقاربة للمشكلة«. وأكد نائب قائد » الأفريكوم « أن حركة الشباب في الصومال وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ورغم كونهما يقعان في القارة الأفريقية، بيد أنهما بعيدان شيئا ما عن بعضهما، والفرق بينهما يكمن في أن حركة الشباب أي »قاعدة شرق أفريقيا«، جعلت من مجموع الأمة رهينة لدى الإرهاب، أما قاعدة المغرب الإسلامي فهي بعيدة عن الناس، إنها تخطط، وتختطف، بيد أن عدد الناجين هو قليل جدا، أما في الصومال، فهناك تهديد حقيقي يهيمن على مجموع البلد، فكثير من الناس فقدوا حياتهم، وكثير منهم يوجدون على حافة المجاعة، نظرا لقيام حركة الشباب بتعطيل توزيع المساعدات الإنسانية، إضافة إلى استضافتها لإرهابيين من باكستان وأفغانستان، وهناك الكثير من التبادل على مستوى الذهاب والإياب بين اليمن والصومال، كما أن أنشطتهم الإرهابية في تزايد، إضافة إلى كونهم يعتبرون أسامة بن لادن و»القاعدة« ديدنهم، كل هذا يشكل مصدر قلق كبير لنا، وهو ما يوحي بان الخبراء الأمريكيين غير متأكدين لغاية الآن إن كانت هناك علاقة حقيقية بن تنظيم » القاعدة« والجماعة السلفية الجزائرية الذي تسمي نفسها بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتنسب نفسها لحركة أسامة بن لادن.