حذرت الأممالمتحدة من أن التهديد الجديد الذي يواجه الأمن والاستقرار في الجزائر هو ارتباط شبكات الاتجار بالمخدرات والكوكايين، خاصة في دول الساحل بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أو ما أصبح يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي تصريحات اعتبرها الأستاذ والباحث في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية، الدكتور أحمد عظيمي “مثيرة للشكوك”. وقال مدير مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، أنطونيو ماريا كوستا، أول أمس، في تصريح لوكالة “أسوسيايتد برس” الأمريكية، على هامش اجتماع في داكار حول المخدرات ضم 7 دول من إفريقيا الغربية وعرف حضور وزيري الداخلية الفرنسي والاسباني، إن الأممالمتحدة تملك دلائل مادية على ارتباط عصابات المخدرات، وحتى تلك الموجودة بأمريكا اللاتينية، بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، موضحا أن التعاون بينهما أصبح أمرا ملاحظا ومثيرا للقلق في نفس الوقت. وأوضح المسؤول الأممي أن أمن واستقرار الجزائر بات محل تهديد، وخصوصا المنشآت النفطية في الصحراء الجزائرية، وهو ما يحتم حسب المتحدث اتخاذ البلدان المعنية خطوات ملموسة تجهض هذا الارتباط في مهده، وإلا فستكون عواقبه وخيمة على المنطقة، خاصة وأن عائدات المخدرات يستغلها التنظيم المسلح في تمويل نشاطاته الدموية على الأراضي الجزائرية. من جهته، اعتبر الأستاذ والباحث في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية، أحمد عظيمي، تصريحات المسؤول الأممي مثيرة للشكوك، والتي تحمل ازدواجية التعامل، على اعتبار أن عهد الإرهاب في الجزائر قد ولى، والبلاد لم تعد تعاني منه، مشيرا إلى أن ما يسجل من عمليات أمر عادي ولا يكاد يقارن حتى بدول عربية. وأضاف عظيمي، في اتصال مع “الفجر” أمس، أن التصريح الأممي ينم عن ازدواجية كبيرة في التعامل، حيث أنه يتجاهل دولة منتجة ومصدرة للمخدرات وهي المغرب، في حين يتم تهويل كل ما يتعلق بالجزائر، حيث لم يستبعد أحمد عظيمي أن يكون للأمر علاقة بأطماع الدول الغربية في المنطقة والساحل على وجه الخصوص من جهة، خاصة وأن الملتقى عرف حضور وزيري الداخلية الفرنسي والاسباني، ومن جهة أخرى تهدف هذه التصريحات إلى إعطاء الانطباع على أن الجزائر بلد غير مستقر، وهو ما يفسر إدراج رعاياها في القوائم السوداء للمسافرين على حد تعبيره.