كشف محمد جويلي، عالم الاجتماع التونسي على هامش الندوة الفكرية التي أقيمت بمركز الشعب للدراسات الاستراتيجية، عن وجود 15 مليار مشاهد يتابعون كأس أوروبا لكرة القدم و240 مليون فرد يمارسونها من هواة ومحترفين وكذا احتلالها للمرتبة السابعة عشرة في الاقتصاد العالمي وأضاف ذات المتحدث "بأن كرة القدم لم تكن تحظى بالاهتمام الكبير سابقا ولكن تبين أنها تتجمع حولها رهانات دولية سياسية، باعتبارها لعبة تستطيع تحريك العالم، حيث استطاعت على مدار سنوات تحويل أنظار الناس عن القضايا المهمة في المجتمع باعتبارها مصدرا من مصادر الارتقاء الاجتماعي وإحدى المثل الديمقراطية التي تعتمد على المواساة، حيث تعتبر كرة القدم استعارة للوضع الإنساني بشكل عام. من جهة أخرى، تحدث العالم جويلي عن ارتباط كرة القدم بعنصر الهوية بعد غياب الإيديولوجيات الكبرى، حيث أصبحت منتجة للهويات بمختلف أنواعها واستطاعت أن تحوز على الفضاء الذي يجيب عن سؤال الهوية. كما أصبحت رمزا للديانة اللائكية، أين يمكن أن يمارس فيها جميع أنواع الطقوس لما فيها من ارتباك شديد وتركيز كبير وتحكم في الكرة، كل هذه الأمور تؤدي إلى دعوى ممارسة الطقوس الدينية لإبعاد الارتباك. وفي سياق آخر، قال محمد جويلي "بأن حب الناس لكرة القدم جعلتهم ينقسمون إلى مجموعات الأولترا المناصرة لفريقها ما يعتبر شكلا من أشكال الارتباط الاجتماعي من خلال الانتماء إلى مجموعة المناصرين فلهم حرية المناصرة عكس الأحزاب السياسية". وفي الأخير، أشاد محدثنا عن إيجابيات كرة القدم ودورها في توحيد الشعوب والديمقراطية في اختيار الفريق الأفضل وكذا استعمالها من أجل الصعود السياسي والارتقاء الاجتماعي والإعلامي.