أجمع المتتبعون لشؤون قطاع التربية الوطنية على أن النتائج التي حققها الحاصلون على شهادة التعليم المتوسط وكذا مرحلة نهاية التعليم الابتدائي، تحكمت فيها الوزارة الوصية، بإعدادها مواضيع سهلة تفادي التسرب المدرسي بسبب مخلفات الإضرابات واكتظاظ كبير ستعرفه الأقسام العام المقبل وسلم تنقيط يمكن من نيل المعدل المؤهل للنجاح، موجهين أصابع الاتهام لوزير التربية أبو بكر بن بوزيد باعتماده على قرار سياسي لإظهار حقيقة مغايرة لما عاشته السنة الدراسية من اضطرابات واحتجاجات، تنبأ فيها الرأي العام أن تكون نتائجها كارثية. قال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، في تصريح ل “الفجر”، معلقا على النتائج التاريخية التي حققها ممتحنو شهادة التعليم المتوسط، التي تجاوزت نسبتها 66 بالمائة، إنها كانت غير متوقعة للكثير من متتبعي قطاع التربية، موازاة مع صعوبة السنة الدراسية 2009/2010، موضحا أن الوزارة الوصية ساهمت في إدخال الفرحة إلى قلوب الأسر الجزائرية، غير أن ذلك كان على حساب التحصيل العلمي – على حد قوله - في محاولة منها إلى تفادي التسرب المدرسي الذي كان سيرتفع بحجم هائل في هذا العام. واعتبر دزيري النسب العالية المحققة، في المتوسط أو في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي التي فاقت بدورها نسبة 72 بالمائة من الناجحين، من صنع وزارة التربية، وقال “إنها تتحكم فيها كما تشاء” مستشهدا ذلك بعدة عوامل أبرزها اعتمادها على مواضيع سهلة وسلم تنقيط يساعد التلاميذ على الحصول على المعدل دون تعب وجهد، على حساب الأهداف الحقيقية للمنظومة التعليمية كالتحصيل العلمي ورفع قدرات التلميذ على مواجهة تحديات التكنولوجيات الحديثة. ولم يخف المتحدث قلقه الشديد من السياسة التربوية التي تعتمدها الوزارة الوصية، بربطها نجاح الإصلاح بتحقيق النتائج الكبرى، متجاهلة بذلك تحديد الآفاق المستقبلية وكيفية مواكبة التطور الذي حققته عدة دول متطورة، عبر وضع أهداف كفيلة بتحقيقها في فترة زمنية معينة، تأخذ بعين الاعتبار النوابغ من التلاميذ، على غرار ما كان معتمدا بعد الاستقلال وفي السبعينيات. بدوره، تحدث رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، عن المفاجأة التي أحدثتها الوصاية فور كشفها النتائج، حيث عكست حسبه حقيقة اعتمادها على قرار سياسي لرفع معدل النجاح، مشيرا كذلك إلى الأسئلة السهلة المطروحة عن قصد، والتي كانت في متناول حتى تلاميذ السنتين الثانية والثالثة بالنسبة لمرحلة المتوسط، وذلك بعد أن طرحت لهم أسئلة الفرنسية والانجليزية وتحصلوا على معدلات 18 و19 من 20. واستغرب بوجناح من تحقيق نتائج قياسية لم تعرف المدرسة الجزائرية لها مثيلا منذ الاستقلال، في مثل الظرف الذي عاشته السنة الدراسية من احتجاجات وإضرابات قضت على استيعاب المقرر الدراسي، محملا مسؤولية عواقب الإجراءات المتخذة للوزارة الوصية، في إشارة إلى النتائج الكارثية التي سيحققها المترشحون الذين اجتازوا شهادة التعليم المتوسط في الثانوي خلال العام المقبل بالثانوي، ونفس الشيء للناجحين في مرحلة التعليم الابتدائي، خصوصا على مستوى المؤسسات التي شهدت الإضرابات. وحذر المتحدثان من الصعوبات التي ستعرفها السنة الدراسية 2010/2011، بعد تسهيل فرصة النجاح، خاصة على مستوى الاكتظاظ، التي سيصل فيه عدد التلاميذ في القسم إلى 50 تلميذا، وما سينجر عنه تقليص الأقسام النموذجية إلى 30 بالمائة.