يشتكي سكان بلدية بودواو بولاية بومرداس من تذبذب توزيع المياه منذ أكثر من ثلاث سنوات حيث حددت مدة التوزيع بساعة واحدة في اليومين بقوة دفع ضعيفة لا تسمح لسكنات الطوابق العليا بالعمارات بالحصول على طلباتهم من المياه، وهو الأمر الذي دفع بالسكان إلى العودة إلى الصهاريج التي يتم كرائها من الخواص يوميا، في الوقت الذي لا يزال الأطفال يعانون في رحلة البحث عن قطرة الماء، مضحين بما يسمى بالعطلة. هذا ويتساءل سكان حي 192مسكن ببلدية بودواو على غرار باقي سكان البلدية عن أسباب تماطل مصالح الجزائرية للمياه في التكفل بانشغالاتهم حيال اضطرابات توزيع مياه الشرب، وهو الإشكال القائم منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث أصبح سكان البلدية لا يتذكرون فيها آخر مرة وزعت فيها المياه بشكل منتظم، لتتحول يومياتهم إلى رحلة بحث عن المياه بعد أن جفت الحنفيات، وحتى خلال الفترات المتقطعة للتوزيع لا يستفيد منها كل سكان العمارات بسبب ضعف قوة دفع المياه، حيث ينتظر سكان الطوابق العليا لساعات قبل أن تصلهم القطرات الأولى التي لا تدوم إلا دقائق قبل أن تجف الحنفيات من جديد. وأصبح الماء ببلدية بودواو عملة نادرة رغم قرب منطقة قدارة، حيث يتواجد خزان الجزائر من مياه الشرب، وهو الأمر الذي حير السكان الذين لا يستفيدون من مخزون السد ولا من المياه الجوفية بالمنطقة. ونظرا لطول فترة الاضطرابات في التوزيع وجد سكان الحي أنفسهم مجبرين على التعامل مع أصحاب الصهاريج التي يقومون بكرائها بأسعار مرتفعة تقارب 700دج للصهريج الواحد، في الوقت الذي يجهل مصدر هذه المياه. ويقول أحد السكان إنه مجبر على اقتناء قارورات المياه المعدنية لاستعمالها في الطهي والشرب بعد أن تعرض أطفاله للتسمم غذائيا جراء شرب مياه الصهاريج، وهو ما يعتبر عبئا جديدا أثقل كاهله بعد أن اقتطع غلافا ماليا لهذه العملية من مصروفه الشهري، وهناك من العائلات التي لا تتمكن من اقتناء مثل هذه الصهاريج، وتفضل الزج بأبنائها في عالم الكبار وإرسالهم في رحلة بحث عن قطرة ماء عند سكان المنازل الفردية التي تحتوي على آبار، وهي رحلة شاقة على أطفال صغار معظمهم دون سن البلوغ. ويؤكد السيد محمد وهو من بين المستفيدين من بئر وسط مسكنه أن زوجته تقوم يوميا بملء قارورات الأطفال الذين يصطفون أمام بيتها، قائلا: ''بما أنني أشعر بانشغال السكان الذين يعانون من تذبذب توزيع المياه فلا يمكنني رفض مد يد المساعدة، خاصة وأن الماء مادة حيوية وهبة من الله''. وأمام هذه الوضعية الحرجة التي يعيشها بعض أحياء بلدية بودواو يطالب السكان، مصالح الجزائرية للمياه بالتدخل العاجل لإنهاء مشكلة تذبذب توزيع المياه.