هزني خبر حذف اسم بن يوسف بن خدة من على جامعة الجزائر فانتقلت للتأكد من الأمر.. فوجدت اسم المرحوم بن خدة ما يزال مكتوبا بأحرف من البرونز الجميل على المدخل الرئيسي للجامعة! الصحيفة الصفراء "كوجه النافسة" أوردت الخبر بصيغة التأكيد..! وذهبت إلى حد القول إن الوزير حراوبية هو الآن بصدد تقديم مشروع قرار للحكومة يتم بموجبه إعطاء أسماء جديدة للجامعات الثلاث المنبثقة عن جامعة الجزائر!؟ الوزير حراوبية والرئيس بوتفليقة هما اللذان أطلقا اسم المرحوم بن يوسف بن خدة على جامعة الجزائر المركزية قبل سنوات.. ولم يتغير الرئيس ولم يتغير الوزير! ولم يدل المرحوم ابن خدة من قبره بأي تصريح يستوجب الغضب عليه ونزع اسمه من على الجامعة كما تقول الصحيفة إياها! المصيبة أن الصحيفة الغيورة على تاريخية بن خدة قالت: إنه أول رئيس للحكومة المؤقتة! في حين أن حتى حيوانات حديقة بن عكنون تعرف أن أول رئيس للحكومة المؤقتة الجزائرية هو المرحوم فرحات عباس.. وأن بن خدة هو ثاني رئيس حكومة! الحكاية ذكرتني بقضية "القشابة" التي جعلت منها الصحافة بالكذب أنها يمنع قانون المرور السياقة بها.. والحال أنها كانت ولا تزال اللباس الوطني رقم واحد.. يرتديها الرئيس والوزراء في المناسبات الرسمية.. وترصع بها تماثيل رياض الفتح في مقام الشهيد! ذات يوم كنت ببلدية حيدرة عندما قدم المرحوم بن يوسف بن خدة وطلب مقابلة رئيس البلدية لأمر يخص توسعة مسجد الكونكورد بمدرسة قرآنية.. فقال رئيس البلدية للحاجب: من هو بن خدة هذا الذي يريد مقابلتي؟ إنني لا أعرف أحدا بهذا الاسم! اتركه ينتظر لأرى أمره فيما بعد! وكدت أسقط على الأرض عندما سمعت هذا الكلام! وقد كتبت هذا الأمر في حينه.. وهي حالة لا تختلف عن حالة جهل الصحيفة التي تقول عنه إنه أول رئيس للحكومة! وعندما يكون جيل الاستقلال بهذه المواصفات.. ألا يحق لفرنسا أن تعتبر استعمارها للجزائر حالة إيجابية؟!