أكد السفير الفرنسي السابق في السينغال، جون كريستوف روفان، صاحب مؤلف حول القاعدة في الساحل، أن دول الساحل قادرة بشكل كامل على التكفل بمسائلها الأمنية والمناورة داخل مجتمعاتهم، حتى وإن كانت عبارة عن عشائر، مشيرا إلى أن ظاهرة الإرهاب ستجبرهم على العمل معا، والتنسيق فيما بينهم، خاصة في الجانب الأمني، بما يجعل الوحدة الإفريقية حقيقة وليس مجرد شعار سياسي مساعدات باريس وواشنطن يجب أن تقتصر على التدريب.. ودول المنطقة قادرة على مواجهة الإرهاب اعتبر الدبلوماسي الفرنسي، المهتم بشؤون الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، أن مساعدة الدول الخارجية على غرار فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وإن كانت، لابد أن تكون من المنبع، أي تشمل تدريبات جنود الدول الساحل، مضيفا أن دول الساحل، بدأت تفهم العلاقة بين الإرهاب وتجارة المخدرات وتشير تصريحات جون كريستوف روفان إلى أن الحديث عن ضعف حكومات دول الساحل في مواجهة الإرهاب وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحاجتها إلى المساعدة الأجنبية، مجرد تبرير تحاول الدول الغربية السعي من خلاله إلى التموقع في المنطقة، من باب المساعدة على مواجهة الإرهاب. وتعد الجزائر من أكثر الدول تأكيدا على موقف رفض التدخل الأجنبي في المنطقة، من خلال التعاون والتنسيق الذي ساهمت بشكل كبير في إقراره بينها وبين كل من موريتانيا، النيجر ومالي، وأنشأت من أجله القيادة العملياتية المشتركة في تمنراست، غير أن “خضوع” بعض دول الساحل لضغوطات أجنبية، عرقل التركيز على التعاون الإقليمي، على غرار ما حدث خلال العملية العسكرية الموريتانية الأخيرة، شمال مالي، والتي تدخلت فيها فرنسا بحجة إنقاذ رعيتها المختطف ميشال جيرمانو، وقبلها ضغط باريس على باماكو للإفراج عن أربعة عناصر إرهابية مطلوبة، مقابل تحرير بيار كامات. وفي هذا السياق، قال السفير جون كرستوف روفان، في حوار أمس مع يومية “لوبروغري” الفرنسية، إن العمل الإنساني الذي كان يقوم به جيرمانو “قد انتهى”، في إشارة إلى العمل الانفرادي في دول ما تزال تعيش خطر التهديد الإرهابي، دون أن ينفي انحسار رقعته. وأكد السفير الفرنسي السابق، أنه بعد حادثة إعدام الرهينة ميشال جيرمانو، من طرف تنظيم دروكدال، أصبح العمل الإنساني في “مفترق الطرق”، ولم يعد من الممكن أن يحل ناشط إنساني بمفرده بقرية من أجل أن يبني مدرسة، وحذر من خطورة لجوء الناشطين الإنسانيين إلى العمل تحت إشراف الجيش أو بمساعدته، وقال “لأنه يمس بمبدإ الحياد، ويزيد من خطر سقوطهم وجها لوجه مع المسلحين”. كما حذر جون كريستوف روفان أطرافا دون أن يسميها، من عواقب استعمال ناشطين من المنظمات غير الحكومية، كمخبرين، من أجل إحباط محاولات الاختطاف، التي تقوم بها الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، واستدل بفشل التجربة في الصومال والتي كانت نتيجتها أن العديد من الناشطين وجدوا أنفسهم محاصرين وسط القتال بين أمراء الحرب، وذهب إلى حد وصف هذا الخيار ب”الكارثة”. وتبين تصريحات السفير الفرنسي السابق في السينغال، أن دولا أجنبية دست مخبرين في منطقة الساحل في ثوب ناشطين إنسانيين، لجمع معلومات حول تحرك التنظيمات المسلحة ونشاطها الإرهابي في المنطقة، وهي وسيلة تحقق بها غايتها، على حساب حكومات دول الساحل، دون الاهتمام بدرجة الخطر التي تزداد مع كل عملية اختطاف، التي يليها تفاوض ثم اتفاق، على غرار قضية الرهينة الفرنسي بيار كامات، الذي لم يكن في واقع الأمر، سوى جاسوس فرنسي قام بمهمة كلف بها.