من العادات الرمضانية الحميدة التي تميّزت بها منطقة الأغواط على غرار الكثير من الأسر الجزائرية، تبادل الوجبات الرمضانية، إذ تجد أطفال الحي قبيل موعد الإفطار بدقائق يحملون ما لذّ وطاب من الأطباق الرمضانية متجهين بها صوب بيوت جيرانهم وأقربائهم، والتي تعرف بالتسمية الشعبية ”الذّواقة” غالباً ما تكون تلك الأطباق من الأكلات الرمضانية الخاصة تختار من أجمل ما حضرت ربّة البيت في ذلك اليوم. تقول الحاجة فاطنة –د (ربة بيت) إن بيتها كان يستقبل يومياً أطباقاً رمضانية متنوعة من قبل جيرانها وكذلك كانت تفعل نفس الشيء تجاه جيرانها. وتقول إن جاراتها كن يتنافسن في تقديم الجديد من الوجبات والطبخات الرمضانية المتنوعة ويتبادلنها فيما بينهن، منها ”الحساء” أو ما يعرف بالمنطقة ”الحريرة” يرافقها الطبق الرسميّ ”الحلو” وطبق ”الدولمة” أو ما شابه من الوجبات الشعبية. كما يثني الكثير من مواطني الأغواط خاصة من كبار السن الذين ألفوا تلك العادة الحميدة التي تعد تعبيراً عن مدى العلاقة الاجتماعية التي تربطهم بين الجيران. أما الحاج عبد القادر – ل فقال: ”إن هذه العادة تتراجع سنة بعد أخرى، ولم تعد مثل السابق، حيث كان الجيران قديماً يتبادلون الوجبات فيما بينهم، وهي عادة حميدة فيها نوع من أنواع المحبة والترابط الأسري، ولكن نرى أنها بدأت تتلاشى هذه الأيام شيئاً فشيئاً بسبب روتين الحياة اليومي وتغير النيات، فقديما كنا نحسن الظن بالجار الشيء الذي لم يعد موجودا في وقتنا الحاضر، فأتمنى أن تعود هذه العادة وأن تحافظ عليها الأجيال القادمة”. إلا أن الصادق – ط يقول بأنه ومع بداية الشهر الكريم يحرص على أن يبادل جيرانه وأقاربه بعض موائد الإفطار. وأشار سي الصادق قائلا ”إن هذه العادة قد تعوّدنا عليها منذ أن كنا صغاراً ولا بد أن نحافظ عليها خاصة في هذا الشهر الفضيل.