تشهد بلدية حاسي الدلاعة بالأغواط أزمة عطش حادة، حيث عبّر العديد من سكان هذه البلدية عن معاناتهم التي ظلت تؤرقهم منذ سنين عدّة خاصة في فصل الصيف، رغم أن بلديتهم تعتبر غنية من بعائدات الجباية البترولية على غرار العاصمة الصناعية حاسي الرمل. وبالرغم من إنجاز بئر عميقة وصل عمقها إلى 600 متر بتكلفة إجمالية بلغت 18 مليار سنتيم بحوالي 6 كم غربي حاسي الدلاعة، في إطار المشاريع القطاعية لمديرية الري من طرف المؤسسة الصينية “يوفي”، إلا أن قوة تدفق المياه بها لم تتجاوز ال 5 لترات في الثانية.. لتبقى نفس المعاناة على حالها. كما سبق أن طالب السكان بتخصيص بئر للموالين والتخلي عن فكرة إنجاز مشروع القناة الناقلة للماء من “ضاية البشير” إلى مقر البلدية، بحجة أنه لا طائل من إنفاق غلاف لتحويل المياه من بئر لا تقوى على ملء خزان الماء إلا بعد ما يقارب الأسبوع، لكن لم تول السلطات المحلية أي اهتمام لرأيهم واستلمت المشروع بصفة رسمية خلال الأشهر القليلة الماضية.. ليتوقف عن ضخ الماء بعد مضي حوالي 6 أشهر من تدشينه، بعد أن شرعت في إنجاز قناة تحويل المياه من على مسافة 6 كم، إذ بلغت قيمة المحول لوحده ما يفوق ال 9 ملايير سنتيم، ناهيك عن تكاليف خزانة التحكم والمضخة الغاطسة والكوابل الكهربائية. ولما تم تشغيل المضخة الغاطسة في محاولة تجريبية تصاعد الوحل والطين عبر تلك الأنابيب، لينقلب شك المواطنين إلى يقين، ذلك عمق البئر لا يصل أصلا إلى 600 متر، ولم يكن ليتجاوز حتى 430 متر.. ويبقى هذا مجرد شك يراود المواطنين إلى أن يثبت العكس. وأما الذي أصبح في مؤكدا فهو أن 18 مليار سنتيم التي تم إنفاقها ذهبت أدراج الرياح لأنها لم تتمكن من تحقيق مشروع طالما حلم به مواطنو حاسي الدلاعة وموالوها في توفير الماء الشروب، ليبقوا يتزودون من بئرين، إحداهما تعطلت قبل أيام وأحدثت تذبذبا في نظام التوزيع.